كتبت :: نيفين الهوني
شاعرة ليبية من مدينة طرابلس تحصلت على دبلوم معلمات- تخصص تربية فنية تكتب الشعر والمقالة مارست التشكيل كمهنة عبر التعليم ثم اتجهت إلى ممارسة فن الخط العربي، وقامت بالمشاركة في معرض للخط في سوريا إضافة لاشتراكها في المسابقة الخامسة لفن الخط العربي، التي نظمها وأشرفت عليها اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الثقافي والإسلامي بإسطنبول . لديها عديد الإصدارات : ديوان محاولة لصف ازدحام سنة 2006عن مجلس الثقافة العام. –ديوان أتقفى آثار عطرك سنة 2009 عن المؤسسة العامة للثقافة – في نسق الحكاية عن وزارة الثقافة 2013م مؤخرا نظَّم لها قصر ثقافة الشاطبي بمدينة الإسكندرية أمسية شعرية و مع عرض دراسة نقدية لديوانها «محاولة لصف ازدحام» هي الشاعرة والكاتبة فريال الدالي التي عرفت باسم وجدان علي والتي قالت في حوار معها قامت به الصحافية سماح عادل لموقع كتابات في الواقع كانت بداياتي في كتابة “الشعر العمودي”، لتشبعي به على الرغم من اطلاعي على “شعر التفعيلة”، وبعد اطلاعي على العمودي وقراءاتي فيه وتذوقه وكتابته بسنوات؛ تعرفت على “قصيدة النثر”، واكتشفت عالمها البديع؛ وجدت في قصيدة النثر مذاقًا آخر أكثر نعومة وشفافية، إذ تظهر الحالة الشعرية في نص يكتنز بالصور دون حاجة لإيقاعات البحر وسياج الروي، حتى وإن اتسمت بالغموض؛ الغموض أحيانًا يسم القصيدة بالتجريد الذي يمكن أن يكتبه صاحبه لحالة تخصه أو تفاعل معها لتعبر عن حالات أخرى لم تلقي هذا النص، وهذا ثراء يحسب لقصيدة النثر، وهنا أودّ القول إن قصيدة النثر قد تطورت سريعًا، حتى إنها صارت أميل للبساطة في التعبير عن اليومي والمعاش. وقد أعد الدكتور مختار عطية، دراسة نقدية وألقاها في أمسيتها بقصر الثقافة الشاطبي تحت عنوان: «إرهاصات الحس النسوي عبر بؤرة اللاجدوى» جاء في مقدمتها : «إنها فريال الدالي تلك التي تغزوك بلوافت ألفاظها، وسوانح صورها، وتفرد حسها، وامتزاج هدوئها بتعمد صخبها، وانحناءات خطاباتها، تلك التي أبت إلا أن تميزها بميزات خاصة وتراكيب بعينها تعشق من خلالها فنون المراوغة البنيوية لجملها وتعابيرها التي أردتها ثوبًا قد يعلو حينًا على قوارع الفصحى، ثم يتدنى فيقترب اقترابًا يلذ له سمعك، وتبقى بين الحروف مشدودًا مشدوهًا». بينما شارك الناقد صادق أمين في ذات الأمسية بورقة مداخلة تناولت مجمل أعمالها، موضحًا التطور الذي شهدته قائلا : «حين نقرأ أو نسمع لفريال الدالي، نقول إن الشعر خرج من خيمة الإنشاد إلى رحابة الإنشائية أيًا ما كان هذا النص موقعًا أو نصًا نثريًا، هي صوت يقدم لنا القصيدة ببساطة، من خلال خطاب يتسم بتبني الخيال ليقدم صورة تعبيرية انسيابية تحمل لغة مراوِغة، فعلًا فريال لديها قدرة على استخدام هذه اللغة التي تبلور وتنجز مضمونًا يدرك القيم الجمالية للشعر، وتستطيع صناعة الصور المتلاحمة البسيطة والعميقة.. ولكل تجربة سماتها وخصوصياتها» مضيفًا «الشاعرة فريال الدالي حين تعبر عن الوطن مثلًا، إنما تعبر عن تلك القيمة من خلال الذات التي تحاول أن تنقل عالمها الخاص إلى المتلقي وفق رؤية تراها بعيون العاطفة، الشاعرة تستطيع أيضًا الوقوف على لحظتها الإبداعية الضاغطة بروح الطفلة الفياضة بالحلم، ومن خلال لغة كاشفة لمخبوءات الشعور، والتفاؤلية هي سمة من سمات الطرح عند الشاعرة، وهذه التفاؤلية تطرح النص وفق رؤية الخطاب لديها يحمل رؤية» وأشار أمين إلى «أن الشاعرة تطرح تجربتها الشعورية وفق نسيج لغوي تختاره ليوافق العملية التعبيرية، وقد تتخلى الذات عن الواقع العيش لتصنع واقعًا جديدًا هو واقع النص من خلال صناعة لغة حلمية تبتكر واقعًا جديدًا هو واقع النص من خلال لحظة استثنائية هي لحظة الما بين بين، هي خارج الزمان والمكان». من نصوصها المميزة ثلاثُ دمعات في وجهِ الدمعةِ.. مكتوبٌ أن أخرجَ لك. الدمعةٌ النافرةُ: تُلَوّن الروحَ بأَلَقِ التجلّي. الدمعةُ العاليةُ: تشهقُ في سموّ الحالة. الدمعةُ أنا: أنتظرك!