أنخرط المقرحي في العمل التطوعي، وصار بارزاً فيه دون أن يخطط لذلك ، هكذا بالصدفة نجح ، ووجد نفسه وهو المواطن البسيط ، محط أهتمام وسائل الاعلام المحلية، من أذاعات وصحف وغيرها ، وصفحته في الفيسبوك التي تشكل جزءا مهما في أنجاز عمله ، صارت مهمة ومحط اعجاب الكثيرين ، وفجأة أيضا صار المقرحي شخصاً مهما جداً ،لايتوقف هاتفه عن الرنين ،ويستوقفه الناس في الشارع ،ويطرقون باب بيته في أوقات مختلفة ، ويدخلون لمكتبه الذي بلا باب ليقضون حوائجهم. فمن هو المقرحي ؟ وماهي قصته ؟ .
فرج عمر محمد المقرحي، مواطن ليبي في العقد السادس من العمر، هاله وحز في نفسه ، مايعانيه النازحين والمهجرين من بيوتهم داخل الوطن من أهالي تاورغاء والمشاشية والقواليش وككلة ، بدأ هو وزوجته بداية موفقة وبسيطة جداً عبر أعلان وضعه في صفحته على الفيسبوك ،يطلب من أصحاب الخير والطامعين في الأجر وكل من لديه (بطاطين ، ملابس ، مواد غدائية ، مواد كهربائية مستعملة ) وكل مايمكن به سد حاجة مهجر أن يحضرها له ، قليل من الوقت ، ووصل مالم يكن يتوقعه ، حاجيات تحتاج لمؤسسة وكادر متخصص لتوزيعها ، ورغم ذلك بدأ فوراً بتوزيعها بنفسه وفق خطة موفقة حددها هو وزوجته ، ليشمل التوزيع بشكل عادل زمنيا ومتساوي وبين كل مخيمات المهجرين .
تدريجياً ،أصبح من الصعب على بيت فرج المقرحي أن يتسع للكميات الهائلة من التبرعات ، المادية والعينية التي تصله من أهل الخير والأحسان ، ومن الصعب عليه هو وزوجته ، أن يقوما بهذا العمل الصعب والشاق رغم رغبتهما في ذلك ، فأعلن عبر صفحته في الفيسبوك ، عن حاجته لمقر ملائم او جمعية خيرية ، وهذا ماحصل بعد أيام تبرع مواطن صالح بمقر ملائم ومناسب ،وبدأ المقرحي في تطوير أستراتيجته في العمل الخيري باسم جمعية عائشة أم المؤمنين للعمل الخيري ،ومن مكتبه الجديد ،شرع في فتح ملفات وترقيمها وتصنيفها بشكل منظم للأرامل والمطلقات والمحتاجين واليتامى الفقراء والمساكين، وأنضم رضوان للعمل مع والديه ، وتم تشغيل موظفتين وعاملة نظافة من أسر المهجرين .
فريق من ستة أشخاص فقط أستطاع أن ينجح في زمن قياسي ، لان هدفه واضح ، لاطمع فيه ، يتم توزيع الصدقات بالايصال المالي المرقم وبالتوقيع ،والبصمة ،وبعد التأكد من حاجة الاسرة . مئات الالاف من الدنانير الان تحت تصرف فرج ، وعشرات الجمعيات الخيرية ، ترسل من يطرق بابها لبيت عائشة أم المؤمنين ، وصار فرج اسم على مسمى ـ يتلقى التبرعات من هنا ويفرج بها فوراً كربة مواطن أو اسرة مهجرة ، أو يسدد فاتورة علاج كيماوي ، أو يرسل شحنة بطاطين وأدوية لمخيم نازحين ، أو تستكمل بناء بيت لاسرة فقيرة . وصارت الجمعية المعيل الأساسي لقرابة 900 اسرة ليبية هذا نجاح بشكل عملي ، ونجاحه شكليا يتمثل في حصول الجمعية على اكثر من عشرين شهادة تقدير من جهات أعتبارية في الدولة، منحته مفوضية المحتمع المدني ترخيصا قانونيا للجمعية الخيرية ، واستضافته أكتر من قناة فضائية وأذاعات محلية ،وصحف . وبسبب وجود الجمعية ومقرها وسط حي سكني حيت تصطف مئات السيارات وتمتد طوابير المحتاجين أمام بابها وسط الشارع الضيق ، أربك حركة المرور ، وأزعج السكان فقفلت الجمعية أبوابها في أنتظار مقر مناسب جديد .
فرج المقرحي يستجدي الحكومة الليبية أن توفر له مقر مناسب ، يواصل من خلاله العمل الخيري هو يطلب من الحكومة الان مساعدته في الحصول على مكان يمكنه من خلاله هو وفريقه ان يواصل نشاطه ،ويرفع العبء على كاهل صندوق الضمان الاجتماعي .
كلمة لابد منها ، فرج عمر محمد المقرحي رئيس الفريق الخيري ، مصاب بمرض خطير يتمثل في وجود الماء في رأسه ، مع أصابته بورم في القولون ومتحصل على قرار علاج بالخارج ، تقدم بطلب ليغير بلد العلاج فقط وفقا لنصيحة الأطباء ، ملفه مركون في أحد الادراج بمبنى مرافق الحكومى ينتظر البث لاتخاد قرار منذ ثلات سنوات ..!! فرج الذي بث في ملفات الاف الاسر ،وفرج عنها كربها هو وفريقه الصغير ، يستجدي الحكومة لتوفر له مقر مناسب ليبث في ملفات أخرى، ونسى ملفه الذي نست الحكومة أن تبث فيه منذ ثلاتة سنوات فقط ، وربما لن تتذكر الحكومة ملف فرج المقرحي، إلا بعد أن يموت .. بعد عمر طويل يا أفروجه
سالم أبوظهير