بقلم :: السني محمد موسى
إلى رحمة الله ياشيخ أوباري
انحدرت من مقلتاي دمعة حزن لما تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ الذي وهب نفسه للعطاء من أجل الآخر وهو أحد رجال الوطن المخلصين أعطى الكثير من الوقت والجهد لكل من عرفه ومن لم يعرفه دون أن ينتظر مقابلا من أحد..هو الحاج المرحوم/ الداموعي محمد سالم مواليد 1931 أوباري نشأ واستقر فيها درس في مدارسها وتخرج من المعهد القومي بالمدينة وعمل كأحد العناصر الفنية في شركة المياه والصرف الصحي.
هذه الشخصية ارتبط اسمها بالتأسيس مرارا حيث يعتبر الداموعي واحدا من أبرز العناصر المؤسسة لنادي الوفاء الرياضي الثقافي الاجتماعي عام 1966فضلا عن كونه لاعبا مميزا في مجاله كرة القدم والألعاب الشعبية بالنادي التي عرفت بالقوة والشجاعة والعطاء فلقد قدم الكثير لمدينته عامة ولنادي الوفاء خاصة حيث شبت الكثير من الطاقات الرياضية على يديه فضلا عن كونه أحد أبرز الأسماء المؤسسة للجامع القديم بأوباري فلقد أشرف عليه منذ تأسيسه حتى مماته كما يعد مؤذنا سابقا به ويعرف هذا الجامع باسم جامع الداموعي نسبة إليه رحمه الله.
كما عرف بين الناس بالتواضع والسمعة الطيبة أيضا اشتهر بالجود والكرم فلقد كانت داره محلا للمسافرين ولاتزال بيتا للزائرين والضيوف حيث أنه من مظاهر الاحتفال بالعيدين الفطر والأضحى النزول بضيافته لقد كان ولايزال الحضور إلى منزل الحاج الداموعي واجب اجتماعي مقدس حيث أن المصلين وبعد الانتهاء من أداء سنة صلاة العيد لابد من الحضور إلى بيت الشيخ مباشرة لتناول وجبة العصيدة وهي وجبة شعبية قديمة يعرف بها الليبيين عامة والجنوبيين خاصة حيث ينفردون بمذاقها المميز والرائع حيث تقوم نسوة حي الداموعي بتجهيز العصيدة للضيوف مع مطلع فجر كل عيد وهن بهذا يسطرن في كل عام مشهد التلاحم فما أن يطلع ضوء الفجر حتى ترى شوارع حي الداموعي كاملة ملأى بالنساء وهن يرسمن صورة التعاون الجماعي في كل خطوة يدفعن بها نحو بيت الشيخ بكل حيوية ونشاط كل واحدة منهن تسير وهي تحمل بين يديها المغرفة وهي عصا تصنع من الخشب خاصة برفس وتقليب وتحريك العصيدة.
كما اشتهر وذاع صيته بين الناس حتى سمي حي كامل باسمه ” حي الداموعي” هذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة الوطن في شتى المجالات الحياتية والاجتماعية حتى كهل جسمه وضعف بصره وانحنى ظهره حين تكاثرت عليه الأمراض والعلل الأمر الذي اضطره للعلاج خارج حدود الوطن حيث قصد عدد من البلدان العربية والدول الأجنبية طلبا للدواء فلقد خرج للعلاج عام 1984 لدولة بريطانيا إثر مرض ألم به وتماثل هناك للشفاء من مصابه في إحدى مستشفياتها الكبرى حيث استجمع قواه وعاد للعمل ولنشاطه المعهود لكن ماهي إل 6 سنوات فقط حتى عاوده المرض فخرج باحثا عن الدواء مجددا خارج الحدود وكانت وجهته نحو الأردن عام 1990 ولقد مرض في شهر رمضان سنة 2013 إثر مرض أليم أودى بحياته. فالحياة فانية وكل نفس ذائقة الموت وإن النفس المؤمنة لا بد لها من أن تدرك بأنها سترجع إلى خالقها وتتوسد التراب وهي في إدراكها لا بد أن تدرك قبل بأن سر وجودها في هذه الحياة هو البحث عن رسالتها الانسانية..وإننا في ذكراه سنردد دوما دعوانا اللهم ارزقه جنة الخلد وسائر أموات المسلمين..اللهم آمين.