د. محمد ضباشه
تلك هي الطامة الكبرى عندما نهمل قانون السماء والعدل الإلهي ليحكمنا قانون الأرض الذي يتسم بظلمه وبطشه والشاهد على هذا أن الجريمة انتشرت وأصبحت ظاهرة العنف و الإرهاب ظاهرة عالمية لا فكاك منها إلا بالاحتكام لقانون السماء ولو رجعنا إلى علم النفس الإجرامي لوجدنا أن الظلم وغياب العدالة الاجتماعية وكبت الحريات من أهم الدوافع لارتكاب الجرائم التي عجز القانون الأرضي في معالجتها و الإنسان كما قال عنه رب العزة أنه كان ظلوما جهولا استبدل كل ما هو خير له بما هو أدنى ومن هنا انفرط عقد الأمان وشاعت الجريمة على مستوى الأسرة والوطن حتى أصبحت الجرائم العالمية منتشرة انتشار النار في الهشيم وأصبح القانون الأرضي هو قانون القوة والبقاء لمن يملك المال والسلاح والنفوذ ، أما قوانين المحاكم لا تطبق إلا على الضعفاء .
والدليل أن القانون الدولي لا يطبق إلا على دول العالم الثالث وهناك من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والتي تندرج تحت مواد القانون الدولي لصالح فلسطين وسوريا لاستعادة الأراضي المحتلة عام 1967 ولم تنفذ حتى الآن ولذا أصبحت القوانين الوضعية لها جانبها السياسي بصرف النظر عن أحكامها إن كانت تحقق العدالة بين الدول أم لا المهم أنها تصب فى مصلحة الدول الكبرى التي تحكم العالم بقوانين الغابة .
وطالما أن الظلم يسود بين طبقات الشعب الواحد وبين الدول بعضها البعض فلا تتحدث عن إرهاب واحتلال وعنف وعدوان بل نتحدث عن كيفية تطبيق قوانين السماء واحترام حقوق الإنسان وخاصة حقه في الحياة ، نتكلم عن كيف يمكن أن نربي أولادنا تربية إسلامية صحيحة ، نتحدث عن كيفية تطبيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر، نتحدث عن كيف يمكن القضاء على الأمية والبطالة ، نتحدث عن خطاب ديني لا يقدم آراء تبيح القتل تحت مسمى الجهاد نتحدث عن كثير إن أردتم تغيير عنوان المقال إلى قانون السماء يحكم.