أين الأجوبة؟

أين الأجوبة؟

بقلم : عمر الطاهر.
هذه الأحداث المتلاحقة كاﻷنفاس ، منذ اليوم الأسود ، يوم جريمة قاعدة براك الكبرى ، إذ لم يحدث مثلها في الجنوب منذ فجر الجرمنت حتى ذلك اليوم المشؤوم ، أكثر من مائة و أربعين إنساناً قتلوا في ساعة واحدة دون أن يستحقوا ذلك ، سوى أنهم يتبعون خصماً سياسياً من أطراف هذا الوطن .
تلك هي جريرتهم التي أخذوا بها و قتلوا شر قتلة ، و كأنهم عدو لدود من أقاصي الأرض .
و تلاحقت الأنباء بعد ذلك عاجلاً بعد عاجل .
و يستفيق الفرد منا و يسمع بأن الجيش سيطر على مدينة ودان ، حتى إذا لم تكد تدرك كُنْهْ ذلك يأتيك في الأخبار العاجلة ، بأنه تمت السيطرة على القاعدة و كامل مناطق الجفرة دون كثير من الزعيق و النعيق
فتتسائل : كيف حدث كل هذا بهذه السرعة العاجلة ، كالأخبار العاجلة ؟
و أين تلك القوات التي كانت فيها ، و أين مددها و جبروتها و سمعتها التي ما انفكت تقنعنا بأنها مثل جيوش هولاكو التي قيل عنها ذات يوم ، إنها لا تهزم .
و تتوالى علينا الأنباء تترى ، تتلاحق كالأنفاس.
قاعدة تمنهنت أيضاً في قبضة الكرامة ، أين تلك القوات التي كانت بداخلها شهورا و سنين ؟ وأين تلك التصريحات التي تمنحك شعوراً بعدم التفكير في غير ما يقولون بأنهم صامدون و لن يتزحزحوا قيد أنملة؟ إنها القوة الثالثة التي ماكان ينبغي أن تسمى ، سوى القوة الأولى من قوتها ، و التي امتدت عبر هذا الجنوب الشاسع مترامي الأطراف .
و تغادر كل تلك القوة العظيمة ، أبعد أماكن تواجدها في الجنوب ، أرض حقل الشرارة بأوباري ، و هي في كل هذه المواطن دون حس أو أثر ، فقط بالخبر ، و يتسائل الجنوبي المكلوم في أبنائه و لم يكد يستفق من ألم الصدمة في مذبحة قاعدة براك الكبرى .
يتساءل الجنوبي و يقول ، كيف مرت تلك القوة بعظمتها من هنا من كل هذا الجنوب ؟ و حتى الغربان و البوم لم تلحظ لها عينا أو أثراً .
و يعود لصمته كعادته دون أن يجد لسؤاله جواباً ، و لا لعقله سبب مقنع ليُذّكر .
ثم قطر .أم الجزيرة و الأخبار العاجلة .
و كأن الله عجل لهم يوم الحساب ، لأنهم جاسوا خلال الديار فما كان لطوافهم طيب أثر.
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، صنعوا من مالهم وحشا له خوار ، و نابا يقطر منه سم الإرهاب و منه القلوب تُدمى و تنفطر .
ليس لهم مكرمة إلا في صلح البدو ، من طوارق و تبو ، جزاهم الله به خيراً إن كانت نيتهم لله، و جعل لهم نصيبا إن كانت غير ذلك و كفى بالله علينا و كيلا هو مولانا و مولى قطر .
و في خضم العواجل ، و لم نكد نفرغ من حيرة السؤال عن كيف هذا و كيف ذلك ،
قد قيل سيف الإسلام حرا طليقا بعد سنين من السجن و الأسر .
و ها نحن بين مصدق و مكذب ، و من لم يعنه منا الخبر!.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :