الوجه الأسود في الدراما الليبية ! “black face”

الوجه الأسود في الدراما الليبية ! “black face”

 منى توكا شها

أعتقد أنه إذا كان هناك أشخاص متخصصون في إنتاج الأعمال الفنية بشكل عام، فسيكون لديهم معرفة بتاريخ ال“black face” واستخدامه في أمريكا لعقود عديدة حتى تم تجريمه فنيا ، فكيف لا تزال دولة مسلمة غالبية سكانها من السود والسمر يستخدم ما تم نبذه عالمياً بسبب إدراكهم لهذا الخطأ الكبير.

هدف الـ “black face ” كان هو إضحاك الجمهور الأبيض بإهانة السود عن طريق تلطيخ وجوه الممثلين البيض بألوان سوداء . ولو افترضنا جدلا أن النوايا حسنة لصناع هذه الأعمال في دولتنا فما هي النية الحسنة لدور يتطلب رجلا أسود البشرة!  اجلب ممثلا أسود إذا… لا!  هناك شح في الممثلين السود !  في ليبيا! التي تقع في أفريقيا القارة السمراء! لم أستطع حتى إقناع نفسي لأقنعكم

لا أريد أن أشير إلى الممثلين المخرجين الذين ينتجون هذه الأعمال الفنية، والتي تخصصت في إهانة السود طوال فترة طويلة في المواد الدرامية الكوميدية، سواءً كان ذلك عن طريق استخدام الـ“black face” أو تصوير الممثلين السود بشكل استفزازي في أدوار تهريجية.

شعرت بالاشمئزاز المطبق عندما شاهدت تلك اللقطات البغيضة في مشهد لعمل فني ليبي استخدم فيه ال_ “black face”  منذ كنت طفلة لم أتجرأ على مشاهدة الكوميديا الليبية، إذ لم أستطع تحمل تلك الاستبدادات الرهيبة التي تروجها تلك الأعمال . كيف يمكنني أن أفهم أن تلك الأعمال تُعرض بشكل طبيعي، وكأنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا العريقة؟

بالطبع،  المشهد يبث خطاباً مهيناً بشكل عام فمحتواها لم يكتفِ بإهانة السود فقط بل تعدى ذلك إلى تحقير جنسيات معينة بشكل مباشر وصريح

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :