صالون الجزائر الدولي للكتاب يختتم فعالياته في غياب تام للمشاركة الليبية

صالون الجزائر الدولي للكتاب يختتم فعالياته في غياب تام للمشاركة الليبية

فسانيا : نيفين الهوني

بعد انقطاع دام سنتين بسبب وباء كورونا، أقيم في العاصمة الجزائرية بسيلا صالون الجزائر الدولي في دورته ال 25 تحت شعار “الكتاب جسر الذاكرة” إيطاليا ضيف الشرف لهذه الدورة وذلك بقصر المعارض بالصنوبر البحري في العاصمة.

وأقيمت مراسم افتتاح الصالون المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية بحضور وزراء ومسؤولين وسفراء والدبلوماسيين المعتمدين في الجزائر وضيوف المعرض من الدول المشاركة ودور العرض والصحافيين وقد صرحت وزيرة الثقافة الجزائرية في بيان رسمي لها أن” الطبعة الـ 25 بمثابة دورة رمزية بمعنى الكلمة في تاريخ الحدث حيث أن الدورة تصادف ربع قرن من الاحتفال بالكتاب الذي بواسطته عبر الجزائريون والجزائريات من عدّة أجيال جزءا كاملا من تاريخ البلاد الحديث وستعيد الدورة الـ25 الصلة بين الجمهور وهذا الحدث الرئيس في الحياة الثقافية الوطنية، من خلال الوصول إلى المؤلفات الصادرة حديثا أو النادرة منها.

وقد شارك في هذه الدورة التي اختتمت بتغيب ليبيا عن المشاركة والحضور بقطاعيها العام والخاص 1250 دار نشر، من بينها 266 دار نشر جزائرية، و324 دار نشر عربية و660 دار نشر عربية، تمثل 36 دولة من مختلف قارات العالم وقد تم برمجة أكثر من 50 فعالية ثقافية تناولت مواضيع الذاكرة والتاريخ والأدب والمسائل الفنية، وحضرها مشاركون جدد مثل مركز المحفوظات الوطنية ووزارة الدفاع الوطني، كما تم تكريم وجوه بارزة في عالم الثقافة والنشر.

وتتميز هذه الدورة عن سابقاتها بالعديد من القرارات.

 أولا- تم تمديد الصالون ليوم واحد ليصبح تاريخ تنظيمه يوم 24 مارس وينتهي 1 أبريل 2022 وذلك للسماح لجمهور المعرض خلال يوم الجمعة.

 ثانيا- وضع منصة رقمية تتيح الزيارات الافتراضية للمعرض مع إمكانية شراء الكتب عن بعد بهدف مواكبة التطور في هذه التظاهرة وتوفير خدمات رقمية جديدة يستفيد منها كل من لم يستطع التنقل إلى فضاءات المعرض وإتاحة الفرصة لجميع الجزائريين تشجيعا للقراءة

ثالثا- تنظم فعاليات حول الكتاب في بعض الأحياء والمناطق السكنية والفضاءات والمراكز العامة لاسيما من خلال شبكة المكتبات العامة عبر كل ولايات الجزائر والمكتبات المتنقلة وتنشيط ورشات للقراءة ومسابقات بين الأطفال والشباب تحت شعار الكتاب في الشارع. وقد صرح محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، محمد إيقرب، عبر وسائل التواصل ومنصات الإعلام، عن تسجيل مليون و300 ألف زائر، للمعرض في دورته الـ 25، و100 ألف زائر للمنصة الافتراضية.

وأوضح أنّ الفيسبوك شهد تفاعلا كبيرا، حيث بلغ عدد زوار الصفحة الرسمية 8 ملايين و414 ألف زائر، في حين وصل عدد مشاهدات الفيديوهات أكثر من 800 ألف مشاهدة، وبلغ مستوى التفاعل على الفيسبوك إلى غاية (31 مارس2022) أكثر من 400 ألف.

 أما أنطوينا غراندي مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر فقد قالت إنّ إدارة المعرض قامت بجهود كبيرة من أجل إنجاح الطبعة الـ 25. وأنّ اختيار إيطاليا ضيف شرف، يعكس الصداقة بين البلدين والعلاقات المتميزة بينهما، كما أوضحت أنّ البرنامج الثقافي الذي أعدته إيطاليا في المعرض ثري ومتنوع، جاء نتيجة لعمل جماعي مشترك بين مراكز الثقافة الإيطالية التابعة للوزارة والناشرين والكتاب، والذين تعاونوا لتقديم برنامج في مستوى الحدث. مؤكدة أنّ النتائج كانت إيجابية وميزها الحضور الغفير للجمهور. بدوره صرح عبد الكريم أوزغلة رئيس اللجنة المكلفة بالبرنامج الثقافي أنّ إدارة المعرض برمجت 50 فعالية ثقافية موزعة بين قاعة “سيلا” وفضاء روح الباناف

وأشار إلى أنّ النسخة الـ 25 لمعرض الكتاب استضافت جمهورا غفيرا كان متعطشا للمعرض بعد انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كورونا والبرنامج الثقافي استقطب أكثر من 200 مثقفا، وامتد على مدار أسبوع كامل، حيث ناقشت النشاطات من ندوات فكرية ولقاءات مع الضيوف مواضيع الذاكرة والتاريخ والأدب والفن.

مقايضة الكتب فكرة جديدة وجناح يحقق رواجا

تميز صالون الجزائر الدولي للكتاب الـ 25، بنشاطات موازية مثل فضاء مقايضة الكتب. حيث يعدّ جناح مقايضة الكتب، بساحة قصر المعارض الصنوبر البحري، إضافة مهمة لفعاليات معرض الكتاب لما يوفره للقراء من عديد العناوين في شتى المجالات سواء الثقافية أو التاريخية أو الروايات وغيرها.

وحسب ماورد على لسان المسؤولة عن البيع داخل الجناح أنّ المبادرة اقترحتها إدارة المعرض، ويحتوي الجناح على عديد العناوين سواء التي جلبها القراء أو التي كانت موجودة من قبل بغية مقايضتها.

وأضافت أن الإقبال على الجناح تزايد منذ بداية معرض الكتاب يوما بعد يوما، من مختلف الفئات وبالأخص الشباب والأطفال حيث شهدت عملية مقايضة الكتب أي (تأخذ كتابا وتضع كتابا)، انتشارا وسط القراء، فالعديد منهم يأتي بصورة يومية ويقايض كتبه بكتب أخرى لم يقرأها.

وأشارت إلى أنّ الإقبال وعملية المقايضة ضمت الروايات باللغتين العربية والفرنسية والتي يميل إليها القراء الشباب كثيرا والمميز في الأمر أنّ هذه المبادرة لقيت استحسان القراء كثيرا خاصة محدودي الدخل، بحيث تسمح لهم العملية باستبدال كتاب بكتاب آخر دون أن يدفع دينارا واحدا.

أبرز الفعاليات والأنشطة

 من أبرز الفعاليات والأنشطة الرسمية للمعرض ندوات متخصصة منها ندوة فكرية ناقشت مفاهيم العنصرية في الرواية وأيضا ندوة الترجمة والكتابة النخبوية ناقشها روائيون ومترجمون جزائريون وعرب وندوة “الأمير عبد القادر والكتابة” تمت مناقشتها مع بومدين بوزيد (جامعي والأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى) بشير بويجرة، (جامعي أستاذ النقد الأدبي) عمار بلخوجة (باحث في التاريخ) وتقديم: عبدالحفيظ جلولي (الإذاعة الثقافية)

التميز في (الجزائر تقرأ)

شهد جناح دار الجزائر تقرأ منذ بداية معرض الجزائر الدولي للكتاب، إقبالا منقطع النظير من قبل القراء الشباب، حيث صارت الجزائر تقرأ قبلة القراء من مختلف الولايات وذلك لتعاونها معهم. ولتعدد العناوين وتنوع الكتب المعروضة وامتياز الدار بمزايا كثيرة مثل التخفيضات والمسابقات مثل (طاولة السعادة) ومعناها أسعار الكتب لا تتجاوز 100 دج ما يعادل 10 دينار ليبي تقريبا، وكل الكتب المتوفرة في الجناح عليها تخفيضات، فضلا عن وضع ميزة الباقات ومعناها القارئ عندما يشتري مبلغ 2500 دج ستمنح له ثلاثة كتب مجانا أما عن المسابقة لفائدة الجمهور الذي يقصد منشورات الجزائر تقرأ تشجيعا على القراءة والمطالعة، حيث يمنح الفائز 50 كتابا.

الرواية التشادية في الأدب الأفريقي

 في ندوة أدب تشاد: تاريخ وآفاق”. وهو موضوع لقاء ثري في فضاء روح البناف مع محمد صالح هارون وأحمد بجاوي. قدّم الكاتب والمخرج السينمائي التشادي، محمد صالح هارون في إطار فعاليات المعرض الدولي للكتاب، روايته الأخيرة الموسومة” Les cules-reptiles “الصادرة عن دار غاليمار وهو العمل الذي قدّمه المؤلف في إطار جلسة فكرية متخصصة .

وأشار المخرج محمد صالح هارون فيها إلى أن عمله يصوّر وبشكل كوميدي تهكّمي نقدي واقع مجتمع دولته تشاد، حيث تستسلم نسبة كبيرة من المواطنين لواقع مرير وسط البطالة والحاجة لأبسط متطلبات الحياة في حين لا يحركون ساكنا في اتجاه تغيير واقعهم مكتفين بالمعارضة الصامتة التي لا تغير شيئا من واقع الشعوب، الذين يكتفون بلعب دور الملاحظ للحياة دون المبادرة بالتغيير.

وهي قصة حقيقية عن رجل تم إرساله من قبل دولته للمشاركة ضمن فعاليات الألعاب الأولمبية سيدني 2000، في صنف السباحة رغم أن الرجل لا يجيد السباحة وحول واقع الرواية الأفريقية، تحدث الكاتب فأبدى تفاؤله بالنفس الجديد الذي يتم بعثه في السنوات الأخيرة من خلال أصوات شابة متميّزة استطاعت أن تصنع أفقا أوسع للرواية الأفريقية، مؤكدا أن الأمور بدأت تتحرك في أفريقيا بشكل ملفت ومتميّز.

ثم تحدث عن مشاركته ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في الجزائر، فقال : إنها المشاركة الأولى له في هذا الحدث المتميز، مسجلا إعجابه بالكم الكبير للعارضين وزوار المعرض من المتعطشين للكتاب والثقافة والفكر في مختلف للتّخصصات ومن المعلوم أن الروائي محمد الصالح هارون، مخرج سينمائي من مواليد سنة 1961 في مدينة أبشي بجمهورية تشاد، ويقيم في فرنسا منذ سنة 1982.

وقد صدر له سنة 1999أول فيلم بعنوان “وداعا أفريقيا”.

غياب المشاركة الليبية رغم التسهيلات

 للأسف رغم توفير الجزائر للأجنحة مجانا وإعفاء العارضين من تكاليف الكراء والرسوم إلا أن ليبيا كدولة لم تشارك هذا العام في معرض الكتاب ودون إبداء أسباب رغم توفر الكتب والعناوين لدى وزارة الثقافة والتنمية المعرفية ومجلس الثقافة العام وكافة المؤسسات الثقافية والعلمية الرسمية والقطاع الخاص وبينما اعتذرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على استحياء باعتذار في الصفحة الرسمية للمعرض الدولي للكتاب الجزائر سيلا 2022 .

وتعللت بإغلاق المنافذ البرية لدولة الجزائر بينما المعلوم أن الجزائر قامت بفتح معابرها البرية استثناءً لوفود معرض الكتاب كما تعللت أيضا بتأخر مواعيد الطائرات عن موعد المعرض وحقيقة لا ندري ما صحة هذا المبرر فيما تجاهلت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية الأمر واعتبرته حدثا عارضا حتى أنها لم تأت على ذكر الأمر لا عبر موقعها الإلكتروني ولا عبر وسائل التواصل الرسمية للوزارة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :