فاطمة التواتي : “كاتبة و قارئة متعطشة تتروى من كل الأقلام

فاطمة التواتي : “كاتبة و قارئة متعطشة تتروى من كل الأقلام

  • حاورها :: سالم الحريك

بدأت بالكتابة منذ أن كانت في ربيعها الثالث عشر ، و صدر أول كتاب لها قبل عامين (عالم حيث أنت ) عن دار ببلومانيا المصرية ، و نالت لقب أول كاتبة بمدينة الكفرة ،فاطمة التواتي كاتبة ليبية و متعطشة للقراءة تتروى من كل الأقلام بمختلف أنواعها” .

بدايةً من هي فاطمة التواتي وكيف تقدمين نفسك للقراء الكرام؟

قالت ” فاطمة التواتي كاتبة ليبية ” أنا فتاة ليبية أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً ، خريجة عام 2018 تخصص علم الاجتماع قسم العلوم السلوكية/ كلية الآداب والعلوم الكفرة جامعة بنغازي.

و أضافت ” صدر هذا العام قرار تعييني معيدة بالجامعة ، و أيضاً مديرة مكتبة ” فُلك الصحائف و فريق سنابل” القائم عليها وهي مكتبة ثقافية توعوية تهتم بالنهوض بالجانب الثقافي في المدينة، من خلال رؤية واضحة وخدمات متميزة وحديثة ومتنوعة وفريدة على مستوى الدولة.

ذكرت ” صدر لي كتاب (عالم حيثُ أنت ) عام 2018 عن دار ببلومانيا المصرية للنشر والتوزيع ، كما وقعت الطبعة الثانية من الكتاب في معرض القاهرة الدولي هذا العام.

أفادت ” تشرفت بنيل لقب أول كاتبة بمدينة الكُفرة ، و أسعى من خلال هذا لصناعة الأنفع حاضراً ومستقبلاً من خلال الفكر والقلم والأنشطة التعليمية الثقافية والاجتماعية. قبل أن يبدأ الكاتب بالكتابة لابد أن يكون لديه مخزون جيد من الثقافة والتي يبنيها من خلال القراءة المتواصلة.

لمن قرأت فاطمة التواتي بشكل كبير أو بمن تأثرت ؟

أجابت ” نسبية الإنسان قاعدة أثبتتها العلوم الإنسانية فالنسبية ناتجة من اختلافاتنا الجوهرية ، إذا كنت تأثرت فالتأثير يكون إلى حد ما وإذا قرأت بشكل كبير لنفس الكاتب هي أيضاً اختيارات لمواضيع ما فلا نميل بالكلية لفكر معين أو كاتب معين.

و أوضحت ” البداية كانت متناقضة مع تشي جيفارا الرجل الثوري والمهاتما غاندي بطل اللاعنف، فكان اقتحاما قويا لعالم القراءة لفتاة تبلغ الرابعة عشر وكانت الاختيارات لأختي ، فقد أُعجبت بطريقة تفكير كل منهم وبتفكير المهاتما على وجه الخصوص، من هذه الوليمة الفكرية التي أعدتها لي أختي خضت غمار هذا العالم الضخم.

أشارت ” أتأثر ببعض كتابات مصطفى زايد ويشدني فكر أحمد العمري والعمق الممزوج ببساطة الطرح لأحمد خالد توفيق ” ففاطمة متعطشة تتروى من كل الأقلام بمختلف أنواعها” .

صدر مؤخرا قرار تعيينك معيدة بالجامعة وكما نعلم أن المعيد بمثابة عضو هيئة تدريس ومرحلة ليست سهلة ربما، هل سيؤثر هذا على نتاجك الأدبي أو الفكري خلال الفترة المقبلة؟

أجابت : عربت ” لا أخفيك سراً إن الموازنة ليست بالسهلة بين مهنة جديدة بكل مقاييسها وبين العمل الأدبي الإبداعي الذي يتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا لكن، كما كانت تقول لنا بعض المعلمات سابقاً ( الطالب الشاطر أقوى من الظروف).

نوهت ” فنحن الآن نعيش في معترك الحياة ونتتلمذ على يدها وهذا يستدعي أن نكون بذات القوة التي يتحدى بها ذلك الطالب الظروف بعد معية الله وتوفقيه. ندخل إلى عالم الكتابة الآن :

هل حظيت فاطمة بتشجيع كاف من الأهل للبدء بالكتابة أو توفير الظروف المناسبة لذلك؟

أكدت ” التشجيع من الأهل هو الذي جعلني أتغلب على الظروف، الظروف لم تكن مناسبة لأنها تتشابه إلى حد كبير مع أي موهبة تحاول أن تطلق العنان لأجنحتها في ليبيا خصوصا لو سلطنا الضوء على الكتابة.

بينت ” ففي مدينتي الكفرة تحتاج ككاتب لحضور ندوات ومؤتمرات للاختلاط بوسط ثقافي كبير بدلا من الاجتهاد الشخصي الذي يتبلور في كونه عن طريق الإنترنت ناهيك عن وضع الدولة المحبط الذي شمل كل المجالات الحيوية. متى بدأت فاطمة الكتابة وما الدافع الأكبر لذلك؟

قالت : ” بدأت الكتابة في سن الثالثة عشر وكانت عبارة عن خربشات ويوميات لا يتعدى الأمر ذلك، أما الكتابة الإبداعية فهي لا تأتي بالطلب هي رغبة داخلية جامحة تستفز جوارحك لتخرج للعالم في شكل نص كتابي ، هذه الرغبة تولدت عندي في سن الثامنة عشر وبقيت تتجهز إلى أن تشكلت في مولودي الأوّل كتاب “عالم حيث أنت” صدر لك أول كتاب قبل عامين وهو كتاب “عالم حيث أنت” فما الدافع وراء إنجاز هذا الكتاب واللحظة التي فكرت فيها فاطمة بالبدء بكتابته؟

اعتبرت ” الكتابة لايُخطط لها يحدث للفرد امتلاء فكري نتيجة لقراءته المتعددة فيتولد لديه نمط تفكير خاص به ويراهن عليه فيستفزك هذا الشعور إلى أن يخرج في نص كتابي ، و هذا ما حدث لي مع “عالم حيث أنت”. أشارت إلى أن ” أما الدافع فهو تحسين المجتمع من خلال تقديم محتوى يستطيع مشاطرة اهتمامات الشباب فكرياً وفنياً عن طريق الكتابة فالقارئ اليوم يستطيع أن يتأثر بما يقرأ ويبلور الأفكار النيرة في سلوكه ليؤثر بها على من حوله.

هل لنا والقراء الكرام بنبذة عن هذا الكتاب؟

وصفت ” كتاب يضم أحد عشر مقالاً تُصب في قوالب دينية اجتماعية وتنموية هدفها خلق حديث شخصي مع القارئ، وجعله يعيش مع نفسه بين السطور ليجدها ويقوّم اعوجاجها. الرواية اليوم تعتبر أكثر اهتمامات الشباب وحتى أغلب من حاورتهم كانت أعمالهم الأولى غالبا في قالب “الرواية”

ما درجة اهتمام فاطمة بالرواية وهل تخططين ربما لكتابة رواية مستقبلاً؟

” قبل إجابتي أود توضيح أمر مهم جداً، هناك نسبة كبيرة من الناس ينظرون إلى الرواية على أنها جنس أدبي جاء لأجل المتعة والتسلية ولا شيء غير ذلك فيعتقدون اعتقادا راسخا أنها خاوية من الفائدة ، مشيرة إلى أنه في الحقيقة هذا إجحاف في حق الرواية لأن الرواية قد تنجح في إيصال رسالة معينة أكثر من كتاب سُرد بطريقة جامدة وهذا ليس تقليلا طبعاً إنما إيضاح للبس الحاصل حول أقلية الفائدة من الرواية.

تابعت ” فالرواية تطرح مشكلة معينة مجسدة في شخص أو أكثر تتبلور هذه المشكلة في سرد أحداث تفصيلية مما يمكن القارئ الذي من المحتمل أن يكون معانياً من نفس المشكلة أن يجد من يشاطره ذات المشكلة بذات التفاصيل و الشعور فيستطيع تجاوزها من خلال رؤية نفسه بعيون أخرى خصوصا عندما يكون كاتب الرواية واضعاً في عين الاعتبار مصلحة القارئ والقارئ يكون على علم لمن يقرأ وماذا يقرأ
وتأكيد على ذلك اتجاه الشباب اليوم للتفاصيل ويجدون شغفهم في ذلك والرواية ناجحة جداً في تلبية احتياجهم إذا كان هدفها شريف. فاطمة مهتمة بالرواية للدرجة التي كانت الرواية نقطة تحول في حياة فاطمة في سن السابعة عشر للكاتب مصطفى زايد رواية بعنوان “يوميات شاب عادي” لم يستكن قلبي إلا بمراسلة كاتبها حينها ليهديني رابط به كل مؤلفاته. اما شخصياُ نعم أخطط لذلك وعملي القادم روائي وحالياً أعمل على تجميع المعلومات العلمية بشأن المشكلة التي تطرحها الرواية.

  • نفهم من ذلك أنك تعملين الآن على تأليف رواية ذات طابع علمي؟

لا ليست برواية علمية ولكنها هي رواية تطرح مشكلة نفسية معينة حالياً أعمل على تجميع معلومات علمية عن هذه المشكلة النفسية
بمعنى عندما تُطرح المشكلة ويوجد لها حل يكون حلاً يؤخذ به في مجال تخصص علم النفس.

علم الاجتماع وعلم النفس من أكثر العلوم التي تدرسان التركيبة النفسية والاجتماعية للإنسان.

هل تستفيدين من تخصصك في علم الاجتماع كثيرا في هذا الجانب مما ينعكس إيجابا على كتاباتك ويعطيها بعد علمي وتشخيصي دقيق؟

صحيح جداً علم الاجتماع ساعدني حتى في فهم سلوك الأخرين وتحليله في إطار الحياة اليومية العامة، وهذا ما ساعدني علي إنتاج الأفكار وطرحها في كتابي “عالم حيثُ أنت”
المعرفة الإجتماعية التحليلة تكوينها ضرورة لأي إنسان وللكاتب على وجه الخصوص. ________________

عودة إلى الكتابة الآن ما رأيك حول وضع الكتابة والنشر في ليبيا الآن.

وما هي أبرز التحديات التي تعانيها؟

رأي نفس رأي أي كاتب أو كاتبة في عمري حاول أن ينشر ووجد العديد من العراقيل وإن أستطاع التواصل مع دور النشر ميزات النشر تكون ضعيفة والتوزيع أضعف بكثير.

وهذا كان صعباً جداً قبل عامين

الآن في الفترة الحالية في بعض من دور النشر بدأت تدب فيها الحياة دار البيان مثلاً ودار شطيرة الكُتب الصاعدة.

فرأيي حول النشر في ليبيا متمنية المزيد والأفضل.

أما عن التحديات الحالية
أبرزها الوضع الراهن اللذي تمر به الحبيبة ليبيا والذي لا أبالغ إن قلت شلّ الحركة الحيوية التي ينبغي أن تكون في جميع القطاعات فالثقافة وما تحتضنه أخذت نصيب الأسد من التراجع والتعطيل.

ولكن على الرغم من كل هذا لازالت هناك شموع تنير الساحة الفنية في ليبيا وتسير في طريقها معاندة الصعاب.
________________

  • تحديدا ما أبرز التحديات التي يعانيها الكتَّاب الشباب على وجه الخصوص؟

عدم توفر حركة النقد الابداعية
وللتوضيح هذا المطلب لا ينافي عدم ثقة الكاتب في قلمه “مثلما عبر البعض عن هذا”

الكاتب يحتاج لناقد يُقَوِّم عمله ويلجأ له بغرض الاستزادة والاستفادة وللأسف هؤلاء غير موجودين إلا بإجتهادات شخصية من الكاتب نفسه وقد يستجيب لك القليل جداً والبعض الآخر يهمش ذلك.
__________________

في ليبيا على وجه الخصوص ربما يواجه الكتَّاب وخصوصا الشباب الكثير من التردد قبل خوض تجربة النشر.

وبإعتبارك صاحبة تجربة الآن ماهي نصيحتكِ لهؤلاء الشباب؟

هناك مبدأ في ديننا الاسلامي وهو ضرورة إستشارة واستخارة الله والتوكل عليه في كل شيء والكتابة مسؤولية ليست سهلة وممكن أن تؤثر في العديد من الناس بكلمة تكتبها فالأمر يستحق الكثير.

بعد الاستخارة انطلق بثقة في نفسك وفي فكرك وقلمك وواجه أعنف ما يواجهك من نقد محبط أو رفض حتماً ستواجه ذلك، لا تظن لوهلة انك لا تستحق أن تصبح كاتباً مادُمت ترى في نفسك ذلك أستمر

راج مؤخراً لدى الكتَّاب الشباب أو بالأصح المدونين على مواقع التواصل الإجتماعي الكتابة باللهجة المحلية عوضاً عن اللغة العربية ما سبب ذلك برأيك وهل ترينه أمراً جيداً؟

منصات مواقع التواصل منصات حُرة بالإمكان تقديم المحتوى فيها بالطريقة التي ترى إن متابعيك يحبذوها.

الآن أنت مجبر على مجاراتهم في تفضيلهم لنوع الكتابة سواء باللهجة العامية أو اللغة العربية لأن الشيء الذي تقدمه أنت هو كُتب لهم ولأجلهم ولغرض الاستفادة هم منه ويحدث هذا في المواضيع المحلية أو التي ترى انهم من الاجدر ان تصل لهم رسالة بلسانهم كي يدركوا معاني ما تقصد وهذا سبب للمحتوى العامي الذي من الممكن ان تستغله في تعزيز حُبهم للغة العربية والتحدث بها.

فأهمية المحتوى العربي لابد أن تكون حاضرة ولابد أن يكون الشباب المدونين علي قدر من الوعي في ان نسبة المحتوى العربي على الانترنت في احصائية وصلتني مؤخراً من صديق 0.6% وتأتي في المرتبة السابعة عشر عالمياً
فتعزيز اللغة والعمل على تواجدها في هذا الصرح العالمي أمر مهم بذات أهمية أهدافنا العملية.

ما الذي تسعى فاطمة للوصول إليه في قادم السنوات؟

أسعى للتطوير المجتمعي والتأثير في الشباب من زواية مختلفة بتطلعات متفردة بكل المقاييس من خلال الكتابة والأنشطة التعليمية والثقافية والإجتماعية.

أي اضافة أخيرة لشيء لم نتطرق له أثناء الحوار و كلمة أخيرة؟

أتمنى أن يحدث شيء من التقارب بين كتاب الجيل القديم والجيل الجديد في مناسبات ثقافية أو ما شابه، وشاكرة ومتمنية لك التوفيق الدائم الذي تستحقه وأتمنى أن يعم الله السلام على البشرية جمعاء.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :