فَـن الْمُرَافَـعَـاتِ الْـقَـانُونِيّة بِمِهْنَة الْمُحَامَاة

فَـن الْمُرَافَـعَـاتِ الْـقَـانُونِيّة بِمِهْنَة الْمُحَامَاة

كتب :: المحامي :: صالح حتيته 

ليس مهما في المحامي أن يكون بليغا بقدر ما يكون ذكيا وحصيفا وكليما يكون كذلك يجب عليه : أولا : أن يكون ملما بقضيته التي جاء من أجل المرافعة فيها ملما بوقائعها وبأدلة ثبوتها وما عسى أن يكون لديه من أدلة نفيها. ثانيـا : أن يلم بقدر الإمكان بنفسية قضائه وأن يتابع ما عسى أن يكونوا قد أصدروه من أحكام في قضايا مماثلة لتلك التي جاء يترافع فيها. ثالثـــا : أن يتناسى في بداية مرافعته أنه يقف أمام قضائه ليترافع ومن خلفه جمهور لأن دوره هو أن يكسب انتباه القضاة وليس انتباه الجماهير عليه أن يتناسى ويتناسى إلى أن ينسى بالفعل أن خلفه جمهور ولا يحس إلا بقضاته شأنه شأن لاعب الكرة في الملعب والممثل على المسرح فإذا أدى أي منهما دوره لينال تصفيق الجماهير فشل في أداء دوره ولكنه لو تقمص شخصية الدور ونسي أن هناك من يحاسبه. رابعـــــا : أن يرتب مرافعته ويحدد لها وقتا زمنيا بحيث يكون في مقدرته أن يطيل فيها أو يختصر منها حسبما تسمح به ظروف الجلسة مراعيا دوما عدم التزايد الممل ولا الإيجاز المخل خامســــا : أن يوضح لقضاته منذ بدء مرافعته النقاط التي ينتوي الكلام فيها حتى يهيئ قضائه إلى أنه سوف يتكلم في دفوع هي كذا وأوجه الدفاع هي كذا فلا يمل القضاة من بعد إن أطال بل قد يطلبون منه مزيدا من الشرح إن وجد. سادســـــا : على المحامى إن كان لديه مفاجأة يقتل بها الدعوى ويدحض بها أقوال شهود الإثبات أن لا يستهل بها مرافعته بل عليه أن يخفيها بقدر الإمكان إلى ما قبل إنهاء مرافعته أو إلى أن يجد الوقت المناسب لها ثم يفجرها كيما تأتي ثمارها. سابعـــا : ليس من شك أن قضايا المخدرات من قضايا الإجراءات فعلى المحامي أن يكون ملما بالإجراءات كل الإلمام فإذا أراد أن يدفع الاتهام بدفوع معينة فعليه أن يراعي التسلسل المنطقي فى إبدائها سواء الشكلية أو الموضوعية. ثامنا : أهم من هذا وذلك على المحامي أن يكون صادقا كل الصدق وأمينا كل الأمانة في سرد وقائع القضية بما له وما عليه – لأنه إذا أحس قضاته بصدقه – تابعوه في مرافعته – وإذا شعروا بالعكس فإما أن يصدوه أو يلتفتوا عنه. تاسعــــا : عليه أن يشعر قضاته بأنهم ليسوا خصومه بل هم شركاؤه في الدفاع عن موكله عاشرا : عليه إن كان معه زملاء آخرون سيشاركونه المرافعة أو سبقوه فيها أن يرتب معهم سلفا النقاط التي سيتكلم فيها كل منهم بحيث يبتعدوا عن التكرار ما أمكن وعليه أن يكون حاضرا بحيث يغطي النقاط التي عسى أن يكون زميله أو زملاؤه لم يقتلوها بحثا حادي عشر : عليه أن يراعي حين إبدائه لدفوعه أو للنقاط الجوهرية في دفاعه أن يدونها بمحضر الجلسة ويصر على ذلك وإذا أحس أنها قد تتطلب وقتا طويلا في تدوينها فلا عليه إن قدم مذكرة بدفاعه تتسق مع الطريقة التي ترافع فيها وهذا يعني أنه عليه أن يكون قد أعد هذه المذكرة سلفا بحيث إذا قدمها ينهي بها مرافعته ويتمسك بما هو ثابت بها من دفوع وأوجه دفاع وما عساه يكون طلبه احتياطيا في طلب جازم وصريح وأصر عليه إذا ما انتهت المحكمة إلى غير البراءة. ثاني عشر : وقد يكون المترافع محاميا عن المجني عليه كمدعي بالحق المدني فعليه أن يتبنى بالتأييد لما أرفق بقرار الإحالة من قائمة بأدلة الثبوت كما عليه أن يبرز في القضايا التي يجوز فيها الادعاء مدنيا وجه الضرر الذي حاق بالمجني عليه أو بأسرته كيما يكون التعويض المطالب به جابرا لضرر. ثالث عشر : يجب على المحامي أن يكون واسع الاطلاع متمكنا بالقانون ملما به متابعا لما تقعده محكمة النقض من مبادىء وعليه أن يدرس علم الاجتماع وعلم النفس وعلم اللغة وعلم الطب الشرعي ولهذا يقال إن رجل القانون لا يحق له أن يحمل اللقب المشرف المتعارف عليه وهو لقب أستاذ إذا ما اقتصرت معلوماته على القوانين واللوائح

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :