سعد السني

حصار الغرب لروسيا يعني من جهة أخرى حصار الغرب لنفسه ،روسيا ليست بلداً ضعيفا كالعراق أو ليبيا أو دولة من العالم المستضعف الذي يتحكم الغرب في قوته ويبتزه كمُرابٍ حقير يمتص دماء ضحاياه بلا رحمة .. تعتمد أوروبا على روسيا في ‎%‎40 من احتياجاتها للغاز و‎%‎30 من احتياجتها للنفط ، هذا فضلا عن صادرات روسيا الأخرى كالقمح ولذهب والنيكل إلخ وقد تستطيع أوروبا تعويض النفط من الدول (السبهللا) لكن تعويض الغاز يكاد يكون مستحيلا ، و روسيا تهدد بإيقاف الغاز إذا تم حظر النفط الروسي وتخيل أن تفقد أوروبا ‎%‎40 من حاجتها للغاز دفعة واحدة ستكون كارثة بكل المقاييس وربما سبب انهيار ماكرون بعد مكالمته مع بوتن هو تهديد الأخير بإيقاف الغاز وحينها سيكون الأسوأ الذي أرعب ماكرون قد حدث فعلاً ،وهو ما دفع ألمانيا وهولندا إلى رفض إيقاف النفط الروسي..ودول أخرى لم تستجب لأمريكا في حملتها ضد روسيا كالهند وباكستان والبرازيل وكثير من دول أمريكا اللاتينية ، بل تجرأت حتى السعودية والإمارات على الاعتراض على سيدهم التقليدي ، لكن أخطر ما يواجه الغرب في هذه الأزمة هي الصين ،،فمن مصلحة الصين أن تستمر روسيا في المقاومة وستساعدها للتغلب على آثار الحصار لأن ذلك من شأنه أن يضعف أمريكا ،،بل ربما ينهار الاقتصاد الأمريكي المنهك أصلا نتيجة الآثار العكسية للحصار ، ومن المحتمل أن يتفكك التحالف الغربي الأمريكي إذا طال أمد المواجهة .. هذه الحرب هدية من السماء للصين لإنهاك الثور الأمريكي. والجائزة الكبرى هي تايوان التي ستتحصل عليها بدون حرب في نهاية المطاف.