نادي أنا أقرأ يخصص سنويته الثانية للاحتفال بالروائية عائشة إبراهيم

نادي أنا أقرأ يخصص سنويته الثانية للاحتفال بالروائية عائشة إبراهيم

 نظم نادي (أنا أقرأ)  احتفالية بمناسبة الذكرى السنوية  الثانية لانطلاقة النادي، والتي خصصها هذا العام للاحتفاء بالرواية عائشة إبراهيم، بحضور عدد من النخب المثقفة بالمدينة ولفيف من القراء والنقاد والمهتمين، وذلك بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب جامعة مصراتة.

افتتح البرنامج عضو النادي الإعلامية غادة الشريف بكلمة ترحيب استعرضت من خلالها مسيرة النادي مشيرةً إلى دور القراءة في تنمية الذائقة الجمالية والانطلاق نحو براحات الفكر والإبداع، لتنطلق عقب ذلك فعاليات الحفل والتي بدأت بجلسة مناقشة لرواية قصيل بحضور مؤلفتها الروائية عائشة إبراهيم،والناقد الدكتور حسن الأشلم أستاذ النقد الأدبي بجامعة مصراتة، وأدار الجلسة الإعلامي سفيان قصيبات مؤسس ورئيس نادي أنا أقرأ.

تناولت القراءة الأولى والتي قدمها (د.الأشلم)، تقنيات السرد ورمزية الفضاء الروائي في نص قصيل منوهاً إلى القيمة الأدبية التي جاءت بها الرواية باعتبار أنها أول عمل روائي تكتبه المرأة ويكون الراوي فيها رجلاً، وقال في كلمته : “كنت أخشى حين سمعت بصدور هذه الرواية أن تعود بالنص الروائي الليبي إلى مراحل سابقة باعتبار أنه أول عمر روائي للكاتبة، ولكني فوجئت بأن الكاتبة تملك من الأدوات ما يجعلها تنقل الرواية الليبية إلى محطة متقدمة، وتضيف قيمة جديدة إلى هذا الجنس الأدبي، لقد بدأت مسيرة الرواية الليبية النسوية بالكتابة عن النساء وعوالمهن، ثم تطورت التجربة الليبية إلى آفاق أوسع، ولكن في نص قصيل فإن التحدي الذي خاضته الكاتبة هو أنها جعلت الراوي رجلا، وتحدثت إلينا عبر فكر الرجل ومشاعره وثقافة المجتمع الذكوري في تفاصيل غاية في الخصوصية، وهذا يعتبر إضافة قيًمة ونقلة هامة في تطور الرواية الليبية”.

كما أشاد الروائي أحمد نصر، بالمعجم اللغوي الثري الذي تملكه الكاتبة وقدرتها على استخدام مفردات غاية في الدقة وفق بنية لغوية متماسكة في جميع أجزاء النص، كما نوه إلى إلى أسلوب الوصف الذي طغى على النص الأمر الذي يفقد بعض المشاعر الوجدانية التي تعتمل في داخل البطل، فيما ذكر الناقد عبد الحكيم المالكي  في مداخلته بأن الرواية وإن كانت قد ارتكزت على الوصف إلا أن الأسلوب الذي اتبعته الكاتبة هو من الوصف الذي يثير الأسئلة الداخلية ويفجر الصراعات النفسية والتأملات  ويضع القارئ أمام انثربولوجيا إنسانية تحمل رسائل غير مباشرة يمكن للقارئ التقاطها وهذه تقنية متطورة من الكتابة السردية تعتمد على تفاعل القارئ مع النص.

وقدمت أستاذة الفلسفة الدكتورة أمال عامر ورقة بحثية حول رواية قصيل، تناولت جوانبها الإبداعية وقيمتها التأملية، وأثارت في ورقتها جملة من التساؤلات المنبثقة من الرواية ومن أهمها ثقافة التبعية وإلغاء الذات بحجة إرضاء الجماعة، كما تناول أعضاء النادي عدداً من الأفكار والأسئلة والمناقشات تناولت فصول ومشاهد أخرى من الرواية.

من جانبها أعربت الروائية (عائشة إبراهيم) ضيفة الشرف عن تقديرها وامتنانها لنادي أنا اقرأ وقالت في كلمتها خلال الحفل: “أحيّي جهود هذا النادي الذي وثق مسيرته في فضاءات الأدب والفكر والإبداع ليصبح نافذة ثقافية مشرعة على الموروث الإنساني، تستقطب القراء والكتاب والنقاد من كل الأجيال”. وتوجهت بالشكر لكل المشاركين على تخصيص مساحات من وقتهم وجهدهم لقراءة النص والبحث في تفاصيله، مؤكدة أن التفاعل بين القارئ والكاتب وتقييم العمل الأدبي هو ما يذكي روح الإبداع ويعمق تجربة الروائية.

وقد افتتح على هامش الحفل معرض للكتب، رتبت فيه الكتب في صناديق الذخيرة تعبيرا عن رؤية النادي وتطلعات أعضائه إلى وطن آمن يرفض لغة الرصاص ويؤسس لثقافة السلم والسلام والقيم الإنسانية النبيلة، واختتم برنامج الحفل بالإعلان عن نتائج مسابقة القصة القصيرة والرسم التي كان قد نظمها النادي في وقت سابق، وبتسليم درع النادي إلى الروائية المحتفى بها، وجوائز تشجيعية إلى الفائزين في المسابقة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :