نقاط يلزم توضيحها

نقاط يلزم توضيحها

جمال شلوف

في حين ينشغل المتابعون بجولات باشآغا وصولات الدبيبة، هناك احتفاء واهتمام أمريكي واضح بالصديق الكبير. ومن المنظور الأممي للحالة الليبية بأنها صراع على المال، وأن السلطة هي أداة الوصول إلى المال.

لذا قد يكون اتفاق تجميد إيرادات النفط والغاز والاستثمار بالصيغة الأمريكية المحدثة، في حساب خاص يدار ثلاثيا بين المركزي ومؤسسة النفط ومؤسسة الاستثمار (بقرار أممي) لدفع المرتبات والحالات الطارئة فقط وصولا إلى الانتخابات.

وقد يكون تجفيف منابع الحكومة هو الخطة الأمريكية الاحتياطية لاستمرار تدفق الغاز والنفط إلى أوروبا مع تجنب الاقتتال في بطنها الرخوة (ليبيا).

– ليس من الحكمة السياسية أبدا أن نظن بأن حلا إقليميا تحت مسمى (ليبي ليبي) يمكن أن يمضي دون عراقيل دولية في وجود قرارات البند السابع من مجلس الأمن، وتفويض الكونغرس للأفريكوم في قانون دعم استقرار ليبيا.

والواقعية السياسية تتطلب اتخاذ تدابير للتوازن بين المطامح الدولية والإقليمية في ظل غياب الدعم الشعبي الذي من خلاله فقط يمكن أن تكون هناك قاعدة حقيقية لحل ليبي وليس (ليبي ليبي).

– ريتشار نورلاند الجمهوري الأمريكي الذي تثق به إدارة الديمقراطيين وعينته مبعوثا إلى ليبيا، لديه تجربة سابقة مع السيد فتحي باشآغا في 2020. فبعد مؤتمر برلين الأول تم تصنيف المليشيات بألوان ثلاثة أمريكيا. وحدث اتفاق مع وزير الداخلية باشآغا وقتها لحل بعضها وإعادة دمج أفراد بعضها وإعادة هيكلة بعضها.

 لكن هذا الاتفاق لم يكتمل رغم مسمى صيد الأفاعي الذي أطلقه السيد باشآغا على الخطة الأمريكية وقتها.

ولعل عراقيل ذاك الاتفاق كانت سببا في فقدان الدعم الأمريكي لقائمة باشآغا في جنيف، ولعله الآن أيضا يشكل عائقا في دعم أمريكي لحكومة الاستقرار.

– العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتناسب عكسيا مع استمرار التواجد العسكري لدول الناتو في مالي والساحل والصحراء والجغرافيا السياسية تنبئنا أن ليبيا على تخوم ميدان المعركة.

ومخطئ من يظن أن أزمة أوكرانيا ارتداداتها على ليبيا اقتصادية فقط. – الاعتراف الدولي (بحسب شهادة ستيفاني ويليامز) لحكومة الدبيبة ينتهي يوم 20/6/2022.

والإصرار على حالة الجمود الدبلوماسي الشعبي والرسمي التي تنتهجها الأطراف المضادة لحكومة الدبيبة ضد فساد الحكومة المنقطع النظير. واستخدامه للمال العام لأغراض شخصية وعائلية. تجعل من هذا الاعتراف مستمرا خاصة في عدم القيام بأي مبادرة فعلية لتجفيف منابع حكومة الدبيبة، والانغماس فقط في ترتيبات تشكيل الحكومة ستجعل هذا الاعتراف الدولي قابلا للتمديد.

– الظهور المرئي للسيد فتحي باشآغا منفردا. أو الزيارات الخارجية التي يقوم بها بعيدا عن خلفية الظهور الحكومي معه أو اصطحاب وزير خارجيته وبعض وزرائه لا تظهره كرئيس لحكومة ليبية وإنما تجره إلى ركن نزاع مصراتي داخلي وهي الصورة التي يريدها تماما داعمو الدبيبة المحليين والدوليين.

.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :