هل ليبيا ولاية أمريكية أم ولاية هاواي الثانية؟

هل ليبيا ولاية أمريكية أم ولاية هاواي الثانية؟

د : سعد الاريل

لعلّ من أبرز العبث السياسي في بلادنا هو تدخل العبث السياسي للولايات المتحدة في بلادنا فالسفير الأمريكي ( رولاند ) و السفيرة فوق العادة ( ستفيان ) يجولان في الأرض الليبية و يستقصيان الأمر السياسي دون حياء من الشعب الليبي و كأن أمريكا ترى بأن ليبيا تحت السيادة الموهومة بأن ليبيا قطعة سياسية من الأراضي الأمريكية غير الرسمية ويريدون من ليبيا أن تكون ولاية المحيط الهادي للترويح عن الأبيض الأمريكي في الولايات المتحدة سياحيا .. فهي ليست ولاية أمريكية بل مقاطعة تحت نفوذ سلطة البيت الأبيض و الرأسمالية العريقة في أمريكا فهذه حتى اليوم لم تتمتع بحق السلطات الفيدرالية الأمريكية الفيدرالية وبحقوق النظام الفيدرالي فهي للترويح للجنود الأمريكيين في المحيط الهادي الذي يبعد عن التراب الأمريكي بالعديد من الأميال وهي قاعدة أمريكية كما كانت قاعدة ( هويلس ) في طرابلس فما الذي قدمته أمريكا للشعب الليبي أتريد منها أن تكون ولاية غير رسمية مثل هاواي يرتادها السياح الأمريكيين للتمتع بالصحراء الكبرى ومياه المتوسط الساحرة أو تكون قاعدة أمريكية ..منذ قيام الثورة لم يتضح أي دور لأمريكا فقط زيادة الضغط على البلاد و التحالف مع الأجنبي مع حصان العثمانيين و تطلق فرسان تركيا لمحاصرة ( طرابلس ) الطروادية.

فهي لم تقدم طلقة رصاص إلى الجيش الليبي في معركة ( الكرامة ) و تحرير ( طرابلس ) من خفافيش التخلف. لقد تركت ليبيا نهبا للأطماع الأجنبية و كلفتهم و كلاء للبلد لفساد المشهد الليبي و جعل ليبيا تتصارع في ذاتها حتى إسقاطها بشكل كلي ..و هي الآن على حافة السقوط .. أمريكا تريد انتخابات في ليبيا وهي تعلم أن تاريخ الديموقراطية في البلاد أودى بها إلى الهاوية منذ بزوغ المؤتمر الوطني و أمريكا تعلم جيدا أن لا أساس للنظام الليبي في دولة نفضت عنها عصورا من الحكم الفاشي و سلطات الأمر الإلهي ..و الصورة الواضحة للموقف هو مجلس النواب المنتخب من الشعب غير القادر على تسيير البلاد التي تسبح في الفساد و التخلف و العبث بأموال الليبيين ..إن طلب الليبيين هو الاستقرار و لا يتأتى إلا بعودة الملكية الدستورية وهي الأداة الحقيقية و لا نريد من أمريكا الهرولة وراء المجهول كفاية 10 سنوات تحت الضياع لا أمن ولا أمان و مكانك سر و لا تطور ..رجل واحد على رأس بيت المسلمين وخزينة الفساد المالي المدعو ( الكبير ) ..ورجل واحد قائم على ثروة الليبيين النفطية.

وهكذا دواليك وتقولون لنا لدينا دولة يهرول وراءها زورا و بهتانا السفير الأمريكي الذي يذكرنا بسفراء المغرب العربي أيام الاحتلال الفرنسي يفرضون الأمر السياسي على حكامها إن ماكوكية السفير الأمريكي في الرواق الليبي تذكرنا بالعهد الاستعماري لشعوب المغرب العربي وكأن التاريخ يعيد نفسه .. إن الحياة الاقتصادية في البلاد تتدهور يوما بعد يوم ولازال السفير الأمريكي يهرول هنا و هناك و لا زالت ليبيا تغمس في الفقر و الحاجة وعدم الاستقرار.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :