قالت وهي تختبر حرارة المكواة: – هذا القميص يجعلك أكثر وسامة . قال: – هذا اعتراف منك بوسامتي أذن ؟ – انا لا أمزح… تبدو أصغر من سنك بكثير هذه الفترة بدأت تمرر المكواة على القميص بآلية .. وعيناها تتفحصان وجهه قال : – أيزعجك أن أبدو أصغر من سني ؟ – لا .. لكنك لست صغيراً على كل حال ,, أنسيت أن بناتك يطلبن للزواج ؟ ,,,, لولا تحججك بإكمال دراستهن لكنت الآن جداً. – نعم ,, تقصدين أصغر جد على الإطلاق – مالفرق؟ ,, أصغر جد ,, أكبر جد ,, المهم هي المرحلة التي لا ترغب
نيفين الهوني 1 ”الحسد أغبي الرذائل إطلاقا، فإنه لا يعود على صاحبه بأية فائدة ” جورج هيغل 2 حين نفقد بوصلة الهداية ونعجز عن ملء صفحاتنا بلوحة من جسور الكلمات للتواصل بمشاعر وأحاسيس على ورق . حين نشعر بأن مهنة الصحافة في الدول العربية صارت طريقا غير ممهد ومليء بالحفر والحجر والمطبات وأننا بتنا نحيا في متاهة كبيرة تسمى الأصدقاء من زملاء المهنة .. حين يحدثنا القلب بأن أغانينا المبهجة لم تعد تشبهنا أو تستفز ذاك النابض يسارا معبرا عن انفعالاتنا حين نسمعها معهم أو في وجودهم . وأننا لم نعد نستطيع أن نستدعي مزن المآقي لتنهمر مدرارا
مَن يحشُرنا في زُجاجةٍ شفافةٍ ويُغلِقُها بِفلّيْنٍ غيْر قابِلٍ لِلفتحِ ثُمّ يُلقينا في عرضِ البحرِ نبحثُ عن فضاءِ جديد مَن يُعيد تشكيلنا ويَصقُلُنا حسب ما نُريد أو يُريد مَن يُعيد البُكاء إلى أعيننا كأنّنا لم نذرِفه ويُعيد الصّوْت المصطدم بِجِدارِ الرّيحِ في البعيد مَن يَصبَّنا في قالِبٍ آخَر فيَجعلنا عصافير أو حمام برّيّ لا وطنَ لهُ أو حتّى قوالِب مِن الرُّخامِ الطّائِشِ أوْ قُضبان حديد تعِبنا مِن آدميّتِنا من كوننا البشر نعانق الحُزن كأنّ الحُزن شقيقنا الأصغر أوْ الأكبر لا فرقَ في الحُزنِ بين البينين أوْ النّشيد في النّشيد نحنُ العائِدون مِن خِرقةِ الوُجودِ لا شيْء يُبشِّر بِالسّعادةِ
ثلاثونَ عاما مضتْ مثلَ ركضٍ سريعٍ على شاطئ البحرِ، طفلا بنيتُ قصورا من الرّمْلِ دمّرها الموجُ، في كلِّ مدّْ. تعلَّمتُ كيفَ أرَمِّمها، كيفَ أرفعها من جديدٍ بلا أملٍ في الخلودِ، وأكتب في الرمل حين يدمّرها الموجُ؛ لا شيء يصمد حتى الأبدْ. ثلاثون عاما.. حلمتُ كأيِّ فتى بنساءٍ يجئنَ إلى البحرِ، يطرقنَ أبوابَ قلبي.. وأفتحٍ في آخر العمر لامرأةٍ من زبدْ. وها إنّها الآنَ تطرقُ بعد ثلاثين عاما تماما.. وتهمسُ؛ إنِّي ألوذُ بصدرك من موجةٍ تتشكّلُ في القلبِ إذْ تبتعِدْ. وها إنها الآنَ تجلسُ مثلي على شاطئ البحر.. بعد ثلاثين عاما أخيرا جلستُ بلا أيِّ ركضٍ، ولمْ أنتبه للنساء
لا تنامي افتحي النافذةْ الهواءُ لطيفٌ بالخارج ستلتقي عينان طائشتان في منتصف المسافة سطوة النداء سترشدني الى الباب سأدخل واضحا مثل كأس النبيذ المدلَّل على يديك ومثل نشوته الطافحةِ على عينيك سأطرقُ البراري النائمة. من سُلاف الليل نشرب كأسَ ورْدَتِنا نعبئ الكلمات بالرعشات نفْتَحُها سماءً مُبجلةً لآخر الغاوين محمولاً على سهم المحبةِ عالياً سُكْراً نبيذاً خَمْرَةً من ومضِ لذَّتها وصرختها المجيدة في ختامِ الليل. تلك الأميرة وحدَها كانت على نارِ تُقدِّسُ إثْمَها الوردي تكتبُ عن مزاميرِ الغَوايةِ سِحرَها وصهيلَها خلفَ التلال اﻵثمة تَبِعتُها ومشيتُ خلف وميضِها جهراً أردِّدُ قولها: تلكَ الأماكنُ كلُّها هدفاً رشيقاً للسهام الصَّاعدة.
هيام ضمرة من ذا على صبر النوى يتهيأ ويقرأ خاتمة رحلتي وينكأ من ذا يخبر صبابتي عن حالي فينوح أسىى وغرباني تجرأ والليل صار ضاربا همومي يثير في مداخلي ريح تبطأ كوني شطآن ليلي توترا يسقيك كأس جنوني منشأ لو تعلمين بالذي مار داخلي وكيف لوجع لا يكن ويهدأ ليت الأيام تأتيني بوصلها فأصلي بمحرابها وأقيم موطأ لو تعلمين ان بك شب رجائي يقيم في أرضك ليملك مرفأ
عثمان محمد صالح وقال لي صديقي الهَرِمُ، في تذَكُّرِهِ البعيد .. (حين كنت صبيَّاً بقريتنا القصيةِ في الشمال، نشأتُ في منزلِ جدَّتي لأمي، حاجة (رضينا)، والتي كانت لديها أخت تعيش بقريةٍ بعيدةٍ أخري عبر النهر .. مرِضت أختها تلك، فأرادت زيارتها لكنها كانت هي أيضاً مريضة .. كانت تعيش في تلك السنوات مع جدَّتي بالبيت (زبيدة) زوجة خالي فتحي و(سكينة) زوجة خالي الآخر (أحمدون) فتطوعتا معاً بزيارة أخت جدَّتي المريضة إنابةً عن جدَّتي، وأخذنني الصبيَّ مرافقاً لهُنَّ .. عبرنا النهرَ بالمركب الشراعي ووصلنا القريةَ، سيراً طويلاً على الأقدام، ومكثنا فيها ثلاث او أربعة أيام .. إلتقت زبيدة وسكينة
جمعته الاقدار بتيموما . الكل ينتظر اطلالتها وهي التي تخرج كل صباح من الوادي المقدس وقد جمعت في راحتيها جمال الكون حتى فاقت تازيري جمالا. حين تهب رياح تيموما تخر تازيري ساجدة في لحظة استثناء تغيب فيها الغيرة ليتكاملا في مشهد سريالي لا تكتبه الكلمات.نبشت في شعر الاغريق واليونانيين حتى وصلت ما قيل في مضارب بني عذرة فما وجدت بيتا جمع بين نعومة تيموما واكتمال تازيري فجلها تشابيه او غيرة لكنني امام اكتمال لوحة نادرة. تيموما هي أريناس التي زينت حدائق الشعر والنثر فصارت مقصد العشاق يتبركون بها واحيانا يأخذون بعض التمائم والتعاويذ التي ورثتها عن جدتها الاولى
سالم أبوظهير ملخص كتاب كتاب ” الجهل المقدّس: زمن دين بلا ثقافة ” لمؤلفه أوليفييه روا ، الأستاذ بمعهد الجامعة الأوروپية في مدينة فلورنسا الإيطالية، ومدير البحث في المركز الوطني للبحث العلمي ، ومدير مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في فرنسا. تنال كتب أوليفييه روا شهرة واسعة ، وتتم ترجمتها عن الفرنسية لمختلف اللغات ، وتحظى بأهتمام متزايد في الدول الإسلامية والعربية ، بسبب أعتدال روا ونظرته المختلفة عن الإسلام الراديكالي والعولمة ، وقد سبق أن ترجمت عدداُ من كتبه للعربية منها”الإسلام والعلمانية”، و”عولمة الإسلام”، و”تجربة الإسلام السياسي”،و “أوهام الحادي عشر من سبتمبر”، و ” فشل الإسلام السياسي”
فسانيا : منى شها عقدت اللجنة التحضيرية لمهرجان يوم الثقافة التباوية ببلدية ربيانة اجتماعها الثاني مع رئيس منظمة الصالون الثقافي وبحضور رئيس منظمة ربيانة الثقافية. وناقش المجتمعون خطوات سير مهرجان اليوم الوطني للثقافة التباوية. وأضاف رئيس اللجنة أن اجتماعات اللجنة مستمرة لتبادل الآراء والأفكار حول البدائل المقترحة وإبداء الملاحظات والقصور ومعالجتها والإيجابيات والسلبيات لكل منها والعراقيل المتوقعة في تنفيذها وسبل تذليلها في إنجاح المهرجان الذي سيقام في مدينة ربيانة لهذا العام.
المؤلف : د. الجيلاني عبدالسلام ارحومة الناشر : دار الزين للكتاب (الأبيض – فزان – ليبيا)، طبعة أولى 2008م قراءتي للكتاب : في الأول من فبراير من عام 1953م، غطت المياه الجزء الشمالي الشرقي من اليابسة في قارة أوروبا، بعد أن جرفت الأمواج مدناً ساحلية في إقليم “زيلاند” (في البلطيق) و في بحر الشمال (الجزء الشمالي من الجزر البريطانية) و في هولندا كذلك، كانت كارثة طبيعية، أوقعت حوالي 2500 قتيل في ليلة واحدة، كانت أول مجزرة بشرية بدون إطلاق رصاصة واحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان غضب الطبيعة، تساءل البعض؛ هل تعتبر الطبيعة هي الجاني في هذه
رواية “… وثالثهما الفنجان” للمهندس محمود شامي تضيف الكثير من المعارف والقيم الإنسانية، تترك أثرا لا ينسى في ذهن المتلقي. الرواية صادرة عن دار النخبة، القاهرة 2020، لكاتب متمكن من أدواته السردية “محمود شامي” اريتري.. جيبوتي.. يماني. بل أكثر من ذلك. وذلك ما تدلل عليه شخصيات روايته ذات الأبعاد الإنسانية في فكرها وعلاقاتها. الرواية حملت عدة مواضيع “ثيمات”، منها: العلاقة الحميمية، الفقد، العشق، الطغيان، التواشج الإنساني، الظلم، الشتات.. وغيرها من المضامين التي عالجها الكاتب في روايته. تلك الثيمات تصلح كل منها أن تكون محور رواية، وإن برز الشتات محتلا أكثر مساحة على صفحات هذا العمل الذي تجاوز”260”. مصورا
من بين أشهر الشذرات المتبلورة ضمن السياق المفهومي لفلسفة القرن العشرين،وصاغها لسان جان بول سارتر، قول صاحب كتاب الوجود والعدم :الجحيم هو الآخر أو الآخرون. لعبة الآخر، تركيب لغوي يقبل الجمع أو الإفراد. توصيف مروع يثير الفزع والرهبة،مادامت جميع الأذهان و الأفهام تدرك هنا بيسر حسي معنى الجحيم وآلامه الحارقة،لأنه مرتبط بالنار التي تلتهم كل شيء دون رحمة أو تؤدة، ثم تأتي في ثوان على الأخضر واليابس. بالتالي، تقريب مضمون الصورة الرمزي عبر استحضار الآخر، يعكس حقا مستويات الآلام والمساوئ والشرور وحرائق الأعصاب التي بوسع هذا الآخر أن يكون مصدرا ثريا لها؛ خلال أيِّ لحظة وفي كل مكان؛
هذه الفتاة التي أمامي، تجلس دائماً هكذا، بهدوءٍ مطبق، تستمع جيّداً دون أن تظهر التعابير على وجهها، دون أن تتحرّك كثيراً، لا تلبس ألواناً فاقعة، ولا تُسرّح شعرها بطريقة لافتة. وأنت حين تنظر إليها وهي جالسة بكل ذلك الهدوء، تستمع بهدوء، ترمش بهدوء، تتنفّس بهدوء، تنسحب باتجاهها دون قرار، ولابد أن يحدث لك ذلك في كلّ مرّة تتواجد في مكان هي فيه، تكون في أقرب نقطة منها، وعندما توشك على الارتطام بها تنسحب حرجاً، ولا تقطع أكثر من ثلاث خطوات حتى تجد نفسك قد أوشكت مجدداً على الارتطام بها. إنّها سلمي، ومن مثل سلمى، لم تكن هذه المرأة
الحديقة واسعة جدًا بُترت أشجار التفاح حتى لا تقع خطيئة أخرى منذ صعودي إلى السماء وأنا أتحاشى الاصطدام بالنيازك التي ترتطم بأقدام الراسخين في الحب والتأمل قابلت دانتي والمعري يتشاجران على شبرٍ من الشعر دانتي يقول : هذا شبري أبا العلاء والمعري يرفع عينيه التي يرى بها مالا نراه قائلًا : ” والذي حارت البرية فيه حيوان مستحدث من جماد” أما شكسبير فغارق إلى أذقانه يجر فراشه يريد أن ينزل داخل أنفسنا ويفضحنا هوميروس لم يبن الأولمب على أكتافه أمره زوس أن يزوجه من البشر ويهب له قطيعًا من الأغنام المخلدة من يومها لم تكن القرابين ترضيه أمر
نيفين الهوني 1 الجندي الذي فقد قدميه عند باب المعركة كان محظوظا جدا لم يعد يشغله كل حزن من أين لي بثمن الحذاء 2 الجندي الذي فر هاربا من ويلات الحرب أصابته الفضيحة في مقتل وشوهت شظاياها وجه القبيلة 3 الجندي الذي مل عدوه الوهمي خاصم نفسه وأعلن عليها الحرب ثم انتهى شهيدا في أخبار نشرة التاسعة وفي أقاويل الناس منتحرا لا تجوز الصلاة عليه 4 الجندي الذي مات في حروبهم مقبلا أدبرت حياتهم في وجه طفلتيه من بعده 5 الجندي الذي تحرك في رقعة القبيلة بلا أهداف مات في (عاصفة البيدق) دون أسباب وانتهى بالعرف طعاما على
تخطيتُ فكرة أن أضع أملي على عاتق أحد.. لأنني وضعتُ أملي كُلّهُ في الله.. وتخطيتُ الولع بالخيارات عندما وجدتُني أستطيعُ الاكتفاء بنفسي.. لقد تجاوزتُ فكرة أن أنتظر شيئا من أحد.. لهذا إذا رأيتني أبذُلُ المحبّة فتأكد أنّني أبذُلُها بلا مُقابل.. أنا أكتُب لأن الكتابة خيار فرضه عليّ الأمل في نفسي.. الأمل الذي ينثره الله على روحي لكي أستمرّ في أداء دوري في الحياة وإن كان هذا الدور ضئيلا.. أنا التي كُلّما غمرتني المحبة ملأتُ العالم بها دون أن أنتظر شيئا يغمُرُني.. أعلم جيدا أن محبة بهذا الفيض لا أحد يستطيع تقييدها بشروطه لأنها مأمورة.. كما أعلم أن الإنسان
كأعرج على طريقٍ بدون خارطة تقسو عليه المسافات الطويلة .. تائه في زحام التفاصيل المكتظة بك .. يلقي به الزمن نحوكِ حيث الدفء .. ليستند عليك لتنتشلي ما تبقى من إنسانِك .. إنسانُك المبتور إنسانٌ وطنهُ أنتِ .. يصل والطريق بالكاد تضيء يصلُ حيث السرابُ في نهاية وطنه ..
مَا أجْمَلُ النّكَزَاتِ حِينَ تَصِلْنَنِي وَرَدَدْتّ ُ أنكزهـا علی إستحياءِ فَتَرُدّ ُ تُلْقِي فِي براحي بنكزةٍ فَأنْهَال شِعْرِي الْعَذْبُ مِثْلُ الْمَاءِ أحسستُ أنّ النكزَ يُشْبِهُ قُبْلَةً فَوْقَ جَبِينِ الْحَرْفِ عَبْرَ فَضَائِي فأعدت عَمْدَاً وَالْحَنِينُ مَشَاعِرِي وَالْحَرْفُ يَرْسِمُ شَـوْقَنَا بِسخاءِ قُولِي بِأنّ النّكْزَ يَعْنِي سَلاَمَنَا وَالرّوحُ تَهْـوی كَوَامِنَ الإيحَاءِ قُولِي بأنّ النّكْزَ كَانَ حَـدِيثُنَا صِمْتَاً نُعَانِق بَعْضَنَا بِصَـفَاءِ النَكْزُ عِنْدِي يَا أنِيسَتي وَردَةٌ طُبِعَتْ دَلِيلَ محبةٍ ونـقاءِ أوْ أنّهَا جَاءَتْ لِتَطْرُقَ بَابَنَا حِينَ أحَسّتْ بِالْغِيَابِ جَفَائِي شُكْراً عَلَی هَذَا البَلاَغِ أنِيسَتِي سَأظَلّ ُأنْـسُجُ بِالْوَفَاءِ وَفَائي
يِعْصر سحابة صيف ويبلل حلوق الريح ويَسْرج..حكايات العَطش ويِخَشْ مضماره بالعاديات اللّى تشق الارضِ ثمْ أتْطيح بأول عناقيد الضمَا بين دهشة الحطاب وأشجاره تَلْبسْ الارض أكَفان فى آخر مواسم شيحْ وينحني غَصن الوجيعة وتسقط أثماره صلٌتْ..جموع الصمت فى حَضرة جَناب شحيح يلوى على معصم ذراع الوقت آخر أنفاس النهار ويقرأ…أذكاره رَجيتك على باب الغَيابْ اللٌى عساه إيبيح بأول ترانيم العَطش وآخر سحابة صيف مدراره لمحتكْ ترسم على وجه العَطش تلميح فَكتَ عصافيرك طلاسم حزنك المكفى على أسواره شَفتك تًلْبس ثْياب الصبر ثم أتْطيح فى (الجَب ) وتسبحلك أحجاره غَيْر الركب الطريق والطريق فسيح وتلاشى الحلم يا (يوسف )