أُذنيها في فيها قُفّة يا مَن عماه الله 

أُذنيها في فيها قُفّة يا مَن عماه الله 

بقلم :: عبد القادر الزروق 

و الله إن القلب ليتفطّر و العقل ليحتار في هذه الدماء التي تُسفح بلا عيطة و لا زغرودة .. أو بين عيطة و زغرودة .. أو بعيطة و زغرودة في آن بإعتبار القاتل هو المقتول على قول جليلة البكرية زوجة كليب المقتول و أخت جسّاس القاتل ..
و لأن الله هو الرحيم نطلب منه جلّ و تعالىٰ أن يرحم و يغفر لموتانا الليبيين الذين يعتقدون بأنهم يدافعون عن أمن ليبيا و وحدتها و أمان الليبيين و راحتهم ؛ فالأعمال بالنيّات .. و نتضرع إليه بأن يُلهم آل الموتىٰ جميل الصبر و السلوان و يعوضهم في مصابهم الجلل خيراً ..
لا يختلف في هذا عاقلان مدركان و لكن قد تكون الصورة غير ذلك عند الكثير من الناس و لهذا وجب التوضيح :
حكمت سبتمبر 42 سنة و أطاحت بها فبراير في سنة 2011م .. و كثرت التسميات و تعددت الألقاب بين الإخوة الأعداء ؛ فمن الثوار و الكتائب إلى الجرذان و الطحالب إلى ثوار الناتو و الإزلام إلى المخططين و الخُضر و غيرها من المصطلحات و الألفاظ التي ما أنزل الله بها من سلطان .. و لكن هذا أعلامنا و أعلاميونا و كلٌ يغني على ليلاه .. و واحد يقسىٰ و واحد ما يلين و الجميع يلهد على ألواح خشبية و يريدون إقناعنا بأنهم يمتطون صهوات جيادٍ أصيلة سُرّجت بِالحَرير و الفضة و سيكسبون الرهان باللين أو بالقوة .. و أنت أيها المواطن الطيب إن لم تقل لراكب الخشبة مبروك الجواد تحمّل ما يجيك ..
المهم ذهبت سبتمبر بمحاسنها و جاءت فبراير بمساوئها ” من باب ذكر محاسن الغائب “، و سيطرت فبراير و أنقسمت على نفسها أعداداً كثيرة ؛ لعل من بينها الجيش الليبي بقيادة حفتر و الرئاسي بقيادة السرّاج .. و لم نجد للخُضر أثراً ، بل نراهم توزعوا شيعاً و أحزاباً بين مراكز القوى الفعلية و هم من كان يردد إلى وقتٍ قريب ” مَن تحزب خان ” ..
ما دعاني لهذا القول هو ما قرأته في بعض صفحات التواصل الإجتماعي من مناشير غير منضبطة و التي تفتقد للوعي و الإدراك و الموضوعية لما يجري على الساحة الليبية و بالتالي فهي تسوق للفتنة و التشرذم و تقود لا سامح الله لحرب أهلية لا تُبقي و لا تذر و لن يسلم من لهيبها أحد ..
أيها المواطن الكريم : يجب أن تجلس في إجتماع مطوّل مغلق مع نفسك و بعد أن تصلّي لله أن ينصرك على النفس الأمّارة بالسؤ و تحاول الإجابة بصدق و أنت في حضرة الله : هل أنت مع الوطن أو مع أشخاص و أهواء ؟ .. إذا كنت مع أشخاص أو مصالح أو تحركك ثأرات أو فتن فهذا شأنك و أعلم بأنك لن تُغيِّر من الأمر شيئاً بل أقول بأنك تحفر قبرك و جبّانة عائلتك بيدك .. و إن كنت مع الوطن فما هكذا تورد الإبل ..
• مَن أستغل هذا الوضع الدموي الكارثي في سبيل إيقاظ الفتن فهو ملعون مطرود من رحمة الله فماذا بقى له بعد هذا ؟..
• مَن أتهم منطقة معينة من مناطق ليبيا بالوقوف وراء هذا الحادث فهو لن يخدم الأمن و الإستقرار الأهلي و هو يهدد اللحمة الإجتماعية و الوحدة الوطنية ..
• خلط الأوراق يجعل من الأوراق النقية عرضةً للثلوت من الأوراق القذرة .. فيجب أن لا نخلط الأخلاق و الأخوة بالسياسة مثلاً ..
و نصيحتي للمواطن الكريم الطيب أن ينتبه لموطأ قدميه يسلم و إن يرىٰ بعيداً بعيداً ينجح و أن يُبعد الطمع عن نفسه يفلح .. و أن يتبين الأمر قبل إصدار الحكم لا يندم ..
و الحديث يطول .. و لكن لكل حادث حديث …..
و إلى اللقاء …. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :