تهانينا لمنبر الأدب الليبي العربي والعالمي

تهانينا لمنبر الأدب الليبي العربي والعالمي

سهرة .. الإثنين .. قطوف دانية .. بقلمي

بقلم :: مصطفى جمعة

انزف عشقا…(وتريات)

إحمرار البوح شفقٌ آخر..
عندما تتضرّجُ القصيدةُ بعِشْقِي..
أتوّجُكِ مَلِكَةُ الأُمنياتْ..

وموْكِبُ الّليلُ قَمَرٌ مُسافِرٌ

سِربُ أَنْجُمٍ مَعَهُم سَهَرِي وأَرَقِي..
وأحلامي وبَقايا ذِكرياتْ

تَحْتَرقُ فِي أتونِ الشّعر الغَامرِ..
وأنا أُكابُِد فيكِ غَرَقِي
وأُكابِدُ
حتّي يبْلُغ البَوْحُ المَمات

لَا تَسْتَبِيحِي خَيَالِي
لَا تَبُوحِي بِأَسْرَارِي
لَا تَقُولِي أَنَّ قَوْسَ قُزَحٍ
فِي حَدَقَتَيكِ مُجَرَّدُ زَاوِيَةِ رُؤْيَة
ٍ وَأنّ خَدَّاكِ لَيْسَا أَقْمَارَي،.
لَا تَقُولِي أَنَّي لَا أُحَلِّقُ بك
ِ وَإِنَّ عِشْقِي
لَيْسَ إلاغَرَابَةَ أَطْوَارُي،.
أَنَا أَنْسُجُ اللَّيْلَ مِنْ شَعْرك
ِ وَأَثْمَلُ مِنْ نُعَاسِ عَيْنَيكِ
وَأَكْتُبُ بِهَمْسكِ أَشْعَارَي

بَهَتَ العُمرُ

كلوْحةٍ علي جدارِ الرّوحِْ..
مُثْقَلَةٌ تساقَطَتْ وجُوهُها
في غَيَاهب البَوْحْ
وألوَانَها لم تُبْد سِوى
نُدَبٌ قديمةٌ وقُروحْ
هَكذا العُمرُ عندَمَا يُفَاجِئهُ الحَنِين
في غِرّةٍ من الزّمنِ..
وغَفْلةٍ مِن الجّروحْ….

لا تقولي اشتقتُ اليكَ
يكفي أن أرى في عينيكِ..ذاك التّوقّدُ
وذاك التّشبّث الهَادئ
الذي يَشِي بعاصفةِ الوَجْد
في قلبكِ الضّامِئ..
لا تقولي شيئاً ..
لا تبحثِي عن كلماتْ
تعَلّقي بِي بعينَيكِ
فَفٍي عينيكِ كُلّ القصائدُ تُغنّي..
تَرْنِيمةَ الشّوقِ فِي ظِلّ حاجِبَيكٍ
تَرْفُلُ في رُموشكِ مَزْهُوّةٌ بِمُقْلةٍ..لا يُشبِهُهَا شَيءٌ..
عِندمَا تَشْتاقُ…
فَلا تقُولي اشْتَقْتُ إلَيْك..

أرفعُ مَرساتي القَدِيمة
أُبحرُ من صيرورةٍ لم تَكْتمِل..

أكانَ حُزناً هذا الّذي يملاءُ
رِئتِي وأشْرِعَتي
أكانَ ذاك نَغماً..
تَوارَدَتْ خواطِرُهُ..مع سُخْرياتِ الرّيحِ
وعَبثِيّة الرّحيلِ
فَناجَى القَلَمْ..

القَمرُ هذهٍ اللّيلة يضْمَحِلّ
مُعَلّقاً في حُزنِهِ وُحيداً..
أنوارُهُ الثّكْلَى..تلألأتْ
فِي كأْسِي
فارْتَشَفْتُ الثُّمالةَ
وَمَا تَبَقّى مِن أَلَمْ..

قَلبي مُوثَقٌ إلى عُمقِ اللّيلِ
بأمنياتٍ كاذبةٍ
تَوَدّ الرّحيلَ قَبلَ الفَجْرِ

مُتواطِئةً معَ وُعودٍ مَخذُولةٍ
وأيامٍ هَاربةٍ
مَاذا يَجْني المَغْلُولُ مِنَ القَيْدِ
إذا وَلّى..وَبَقَى النّدَمْ…

إنّي أنزِفُ عِشقاً….
اقتربي منّي
استفزّي هذا الجّموح المستكينُ إلى الغُربةِ
المُحترقُ شوقاً للعناقْ..
فأنا أذوبُ كشمعةٍ
استنْفذَها الّلهبُ..

وأذابها الفراقْ…
إنّي أنزِفُ عِشقاً….
وهذا القلبُ مُثخنٌ..بالجّراح
ضمّديني بِحبٍّ كاذبٍ
فقد اعْتاد عِشقي أن يُهدَرَ واعْتاد وَجْدِي أن يُراقْ
إنّي أنزِفُ عِشقاً….
وعَلى مذابح عينيكِ
أدْمنْتُ إهْراقَ عِشقي
وجَعلْتُ لَيلِي كُحْلَ رُمُوشكِ
وبَياضُ القَمَر يعْلو قَوسِ حَاجبَيكِ..
فَما حَارَ القلبُ في رُؤياكِ جَواباً..
غَيرَ نَبضٍ
يَحترِقُ اشْتياق
إنّي أنزِفُ عِشقا…..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :