عبدالمنعم محمد منذ زمن.. الأواني تجلس على الموائد الطويلة، الأكمام تروح وتغتدي، تغرق بالزيت، فتسيل لُعاب الجائعين منذ زمن.. وأنا نائم في بطن البحر أرى ما يحدث في الصناديق السوداء لسفن غارقة بقبلات مسروقة وقلوب جاحدة أفنت عمرها في الطواف حول أكاليل الزهور تمتص رحيقها وتركلها كسيجارة منذ زمن وصاحب الأواني في الأصل شحاذ يعبر من بيت إلى بيت ويمشي كدبابة خربة تطأطىء رأسها فتركبها القرود ويلعب الأطفال على عجلاتها منذ زمن نتحدث عن المبادىء وجيبونا مثقوبة وقعت منها رسائل الحب المكتوبة بدمائنا المتشابهة منذ زمن.. أعلمها حرف الميم كذيل فرس لا كذيل حمار
منى حسن يَا قِبلَةَ الشَّوقِ مَا جَافَتكِ قَافِيَتِي وَلا جَفَتكِ ميَاهُ القَلبِ عَن عَمَدِ لَكِن غَفَوتُ وَنَارُ البُعدِ تَلسَعُنِي وَمَا أَطَلَّتْ حَبَالَى الغَيمِ بالبَرَدِ وَأَولَمَ الصَّبرُ طَيَّ الصَّدرِ أَشرِعَةً أَلقَت بِهِ فِي غَيَاباتٍ مِنَ الْبَدَدِ يَا قِبلَةَ الشَّوقِ نَزَّ الْحَرفُ مِن حُرَقِي تَاللهِ لَم أَبتَعِدْ يَوما، ولَم أُرِدِ فَمَا عَبَرتُ بُحُورَ الشِعرِ دَامِيَةً إلا رَجَعتُ، وَبِي مَوجٌ مِنَ الكَمَدِ وَلا خَطَطتُ بَيَانَا فِيكِ يا وَجَعِي إلا بِحِبرِ وَرِيدٍ سَالَ مِن كَبِدي واليوم أَرقُبُ وَالأَحزانُ تَغمُرُنِي إِذْ طَوَّقَتكِ عُيُونُ البَغي وَالحَسَدِ وَلَستُ أَملِكُ دَفعَا عَن ثَرَاكِ سِوَى بَيتٍ مِن الشِّعرِ في أَشلائِهِ جَسَدِي ! يَا رَب بَارِك بِمَن هَبَّوا
أيمن بكر – 1 – ———- أخرج … أخرج صيف الغضب الاهث !!! فى رئتيك ؟ حيثُ الحزنَ الساكنَ فى جنبيك ؟ وابدأ يومك بالأنداء وأصنع ألقا ًً من شفتيك إجعلهُ رداء وإزرع ودا ً ً بين فيافى البُغض فكـُلُ شُـمـوع الحُب ——- تـُضاء -2- ———- أخرج حيثُ صِحابك أصحاب الحجر القـُدماء وأغـزل ثوبك من وجهين وألبسهُ صيفا ً وشتاء إن ………… ُيلقى فى البحر !!! خضارك ألبس دمعك ثوب غناء !!! -3- ———- أخرج حيثُ الغـُصن ِ المائل ِ قبل ثغر الماء فربيعـُك يأكـُلهُ خريفك إن تجلس من دون عناء فشـُموعـُك بالعلم تـُباهى ودروبـُك بالجهد تـُضاء لا
محمد عبدالرحمن شحاتة منذُ امتهنتُ جمعَ الأحطابِ، وأنا أتجوَّلُ في أرجاءِ الغابةِ، وكلما رأيتُ شجرةً تصلحُ للتحطيبِ، نشرتُها بمنشاري، لتسقطَ من ارتفاعها الشاهقِ، بينما يُحدِثُ احتكاكها مع الرياح صوتًا يشبهُ الصرخةَ، وكأنها تصرخُ اعتراضًا على اقتلاعها. ذاتَ صباحٍ؛ وجدتُ ملصقاتٍ قد علَّقتها البلديةُ على جذوعِ الأشجار، تفيدُ بأن ابتداءً من اليومِ، من يقطعُ شجرةً؛ يعرِّضُ نفسَه للمساءلةِ القانونية، حينها عدتُ أدراجي، ولم أحصل على قوتِ يومي. ذلكَ الأمرُ جعلني أبحثُ عن أشجارٍ للتحطيبِ في أماكنَ بعيدةٍ، وقد آثرتُ أن يكونَ التحطيبُ ليلًا، كي أبتعدَ عن عيونِ المراقبين، في هذه الليلةِ سرتُ مسافةً طويلةً في الغابة، لمنطقةٍ لم تطأها
رجل _فأس / لوركا سبيتي اجلس بجانب المدفأة وانظر من واجهة زجاجية يعلوها بخار يجعل المشهد ضبابيا..لا شيء غير عادي في الخارج العتمة وسكانها ترتجف من الصقيع الأشجار والهواء والمطر والسكاكين و عواميد الكهرباء والحدائق التي تبان متروكة حتى من اسوارها .. انظر نحو العتمة فتنظر العتمة نحوي، أمعنُ فتمعن..أمدّ كفي ألامسها فتمدّ كفها تتوسل الدخول..افتح لها النافذة فتدخل مع الأشجار والهواء والمطر والسكاكين وتنادي على الأشباح والأسباب ! اهلا وسهلا بالجميع..اعرّفكم على وحدتي..انها هنا..لن تسلم عليكم ولن ترحب بكم..ولكن لا تكترثوا..وحدتي لا تحب ان يشاركها بي أحد..لا تتكلم الا معي وجودي يؤكدها وهدفها واحد : تطمئنني حين
قصة مكرورة تحدث فى كل القُرى . ( قيس ) المراهق العاشق يفتح باب قلبه البرىء للمرة الأولى لتدخل ( ليلى ) برجلها اليمين غير قلب والديها للمرة الأولى يجمعهما النهر وأطراف الحقول وبيت الجدّة العجوز فى كل لقاء يقسمان أن لا ثالث يفرقهما غير موت وقبر . استعجل ( قيس ) مراحل تعليمه رغم نبوغه وأنهى تعليمه المتوسط وسافر لبلاد النفط والفلوس …. ليجمع قش عشِّه القادم . عامان كاملان وهو يحمل الدنيا فوق كتفيه دون كَلل ، غير مُبالٍ بتعب أو نَصب ، فقط لايرى فى كل الوجوه الغريبة غير ( ليلى ) ومنها يستمد مقاومته
مروة آدم حسن الغابة مليئةٌ بالحطّابين لديكَ فأس وأنا لا مفرّ مقطوعةٌ مقطوعة لا تجعل أحدا منهُم يسبقُكَ إليَّ.. تقولُ النّـافِذة وهي تُـوارِبُ نفسها لوشوشةِ العُشّاق يقولُ الباب وهو يُصافِحُ الأطفال يقولُ السـرير وهو يحتضِنُ دِفء أحاديثنا فيما يهمِـسُ الكُـرسيّ للطّـاوِلة بقُـبْلةِ الصبـاح تمُـدُّ أغصـانها لهُ تُعانِـقُهُ.. فيُثمِـر.. هذه حكايةُ المقطوعين من شجرة يقولُ الفأسُ والغابةُ تُبـارِكُ سيرتَـهُم.. وحدهُ النجّار كان يُنصِتُ لضجيج الصمتِ في قلبِهِ يتكِئُ على الجسر يُفكّـرُ.. كيف يضعُ بصمتَـهُ على الخَشَـبِ دونَ أن تضيعَ هذه الهَـسْهَـسة بينَ الضِّفاف..
إيهاب عبد السلام كلُّ القصائدِ دونَ غزَّةَ عارُ الشعرُ أنتمْ أّيُّها الأحرارُ لَوْ قَامَ دَرْوِيشٌ لَمَات من الأسَى وَلَمَاتَ مِنْ حُزْنِ القَصِيدِ نَزَارُ يا أهلَ غَزَّةَ كم نتوقُ لوصلكم وتُحيطُنا من عجزِنَا أسوارُ وجميعُ أحوالِ العروبة دونكمْ مكرورةٌ وتَفَاهَةٌ وَصَغَارُ فلتُعلنُوا أحوالَنَا من عندِكُمْ أخبارُكُمْ عنَّا هِيَ الأخبَارُ يَا أهْلَ غزَّةَ والكَلَامُ جَرِيمَةٌ والصَّمْتُ ذَنْبٌ وَالبُكَاءُ فِرَارُ صِرْنَا كَمُفْرَدَةٍ تَوَدُّ كِتَابَةً وَلِقُبْحِهَا تَتَعَفَّفُ الأحْبَارُ ما انْهَارُ بَيْتٌ عِنْدَكُمْ إلَّا هَوَى شَرَفٌ لَنَا في إثْرِهِ يَنْهَارُ تَنْهَارُ عِنْدَكُمُ الحِجَارَةُ وَحْدَهَا أمَّا النُّفُوسُ فللإبَاءِ مَنَارُ لَكَمُ الكَرَامَةُ وَالمَهَابَةُ وَالسَّنَا ولَنَا المَذَّلَةُ وَالخَنَا وَالعَارُ فكأنَّنَا حَطبٌ لِنَارِ عَدُوِّكُمْ وكأنَّكُمْ في رَوْضِنَا
إلى الأطباء شهداء المقاومة الفلسطينية الموت.. حين يحين الموت.. تمرينُ و كلنا. دون تمييز.. قرابينُ سكّينُنا مذ وُلدنا فوق رقْبتنا ما همّنا حين تدمينا السكاكينُ نخيط جرح بلاد كلّما نزفتْ و جرحنا ما له في الطبّ تدوينُ كنا صغارا.. نربّي الموت في دمنا فاستأنستهُ مع الوقت الشرايينُ نعدّ للموت في أعصابنا كفناً و كل يوم لنا في الروح تأبينُ لا بأس يا موت.. حاول أن تعود غدا خانتك في شغلك اليوم القوانينُ الذنب ليس سوى في طين صنْعَتِنا و كيف يفصح عن أخطائه الطين؟ لقد وُلدنا بلا خوف.. جبابرة تفرّ منا إلى الله الشياطينُ الموت يسكن في فنجان
افتتحت إدارة رياض الأطفال بمراقبة التعليم ببلدية سرت أول معرض فني تربوي لرياض الأطفال في المدينة. وحضر الافتتاح عميد بلدية سرت وأعضاء المجلس البلدي ومراقب تعليم البلدية ومديري رياض الأطفال. وبحسب المكتب الإعلامي للبلدية فإن المعرض قدم مجموعة متنوعة من المجسمات التعليمية التي تعكس الأساليب التربوية المستخدمة في تعليم أطفال الروضة. لقد أبهرت هذه المجسمات الزوار بتصميمها الدقيق ونجاحها في نقل المعلومات بشكل مبتكر ومثير للاهتمام.
هُنا انْسابَتْ نُجُومٌ مِن مَسامِ اللَّيلِ وارتَبَكَتْ قَوانِينُ الطَّبيعةِ فِي مَسِيرَتِها لِتَلعَبَ دَوْرَها النِّسْبِيَّ أَبْعادٌ مُغايِرَةُ هُنا فِي الغابةِ الصَّيَّادُ يَتْبَعُ وَهْمَهُ البَرِّيَّ يُطْلِقُ خَلْفَهُ البَازِيَّ رَغْمَ مَهارةٍ فِي القَنْصِ فَرَّ الأرنَبُ المَنْشُودُ ما فَلَحَتْ مُؤامَرَةُ هُنا (فَيْرُوزُ) قد نَضِجَتْ أغانِيها تُقاسِمُ (أُمَّ كُلْثُومٍ) مُريديها ويُمْعِنُ صَوْتُها الكَوْنِيُّ فِي استِرجاعِ (شَادِيها) مِنَ الأحراشِ يأتِي قائلًا لَهُما: تُضَيِّعُنِي المُناظَرَةُ! هُنا رَقَصَ النَّسيمُ على وُجُوهٍ غيرِ مَنْسِيَّةْ وقد خَلَعَتْ مَعاطِفَها إذِ الأجْواءُ صَيْفِيَّةْ وكَمْ صَبَّتْ لَهُمْ شَغَفًا فتاةٌ غَيرُ إنْسِيَّةْ! أُسَمِّيها إذا ضَحِكَتْ قَصِيدَتِيَ (الخَلِيلِيَّةْ) وقد خَطَفَتْ مِنَ الجُلَّاسِ أفْئدةً فَتاتِي، فَهْيَ مَاكِرَةُ
احمد والي عُيُونُ الَّليْلِ تَنْظُرُ لِي وَطَيْفُكِ قَادِمٌ قِبَلِي تسَنَّى لِي مُبَاغَتَةً أَتَى البَيْدَاءَ فِي شُغُلِي تَدَلَّى فِي عَبَاءَتِهِ عَبَاءَتُهُ بِهِ تُدْلِي وأَوْغَلَ سَاهِمًا مِنِّي هَوًى يَزْدَانُ بِالْحُلَلِ عَلَى عَجَلٍ دَنَا مِنِّي لِيُدْنِينِي عَلَى عَجَلِ أَحُثُّ خُطَايَ هَرْوَلَةً وَمَسْعَايَ بِلَا كَلَلِ وَنَافِذَةٌ تُطِلُّ مُنًى فَيَحْدُونِي لَهَا أَمَلِي تَمَلُّ الرُّوحُ وِحْدَتَهَا وَثَوْبُ الَّليْلِ مُنْسَدِلِ تُدَغْدِغُ قَسْوَةَ الدَّمْعَاتِ إِنْ هَاءَتْ بِهَا مُقَلِي عَبَرْتُ الضَّفَّةَ الأُخْرَى فَيَرْكُضُ صَاهِلًا خَيْلِي يُمَوْسِقُ رَنَّةَ الخُلْخَالِ يَسْكَرُ رَاقِصًا كُلِّي فَأَرْسُمُ خَدَّهَا الغَمَّازَ شَابَهَ ظِلُّهُ أَصْلِي سَكَارَى نَحْنُ عُشَّاقٌ وَنَارُ الشَّوْقِ بِي تَغْلِي عَلَى جَمْرٍ مِنَ الرَّغَبَاتِ زَادَ لَهِيبُهاَ شُعَلِي أَوَانُ التِّيهِ مَوْعِدُنَا فَوَيْلَ القَلْبِ يَا
محمد الزروق تركها الشباب وشغفوا بفتاة مصرية مسلمة أقامت في البيت الملاصق لبيتنا.. كانوا يضايقونها باستمرار.. ولأنها كانت دائمة الزيارة لنا فإنني لاحظت أنهم بدؤوا في تحسين علاقتهم بي.. وكانوا يسألونني عنها لكنني لم أعد صغيراً.. واجهت الميكانيكي الذي اشتكت منه أكثر من مرة بقولي: ماذا تريد منها؟ أجابني: أريد أن أتزوجها.. فسألته: هل تتزوج فتاة في الجامعة وأنت لم تنجح من سنة سادسة.. رأيت الغضب على أوداج الميكانيكي.. ارتفعت يده الغليظة.. خفت أن يصفعني.. تراجعت فقال: – ما الذي تصنعه امرأة بالشهادة؟ ستمسح بها الصحون والطناجر.. لقد بدأ الشعر يغزو أعلى شفتي.. أشعرني ذلك بأن تلك الجارة
اسماء القرقني وقفتُ انصت لحديث ابن عمي وعيني على وجهه الناضح بالغضب والحقد: –ابنكم فقأ عين ابني بالحجارة ، لن يطفئ غليلي سوى منحي دار الضيافة وهي في الأصل وفي خريطة جدي من حقي أنا. شعرت ان الدنيا اسودت في وجهي ،كيف امنحه دار الضيافة مكان صلاتي و الأقرب الى قلبي؟؟!!! ” ابن عمي ليس مقرباً بالنسبة لي سوى بالدم، لم يعرف الاستقرار في حياته ، تنقل وصال وجال في الأوطان ،لم اتعرف عليه إلا عندما حلّ ضيفاً عندي تلك الليلة المشؤومة ، اطلعني على خريطة مجهولة أراها لأول مرة ،ادّعى ان جدنا من رسمها ،طالبني بنصف بيتي
——— مررت على قصيد ( رحلة ) وراء ناقة للشاعر معاوية الصويعي . –بدأت الرحلة من الصحراء الشرقية بمصر وصولاً لغرب ليبيا مروراً بوسطها في نسج وابداع قل مثيله . –شاعر يخبر الاوطان والمناهل والوديان فيعطى للقصيدة بعداً وطنياً وعمقاً اجتماعياً يعزز مفاهيم الوطن وقيمه . –ارخى عنان ملكة الشعر فكان بحق مبدع لا حشو ولا اطناب فى غير محله ، انه رصف للكلمات بحنكة المتمكن من صنعته . –هذه القصيدة لا غرو ان نطلق عليها ( معلقة ) ابعدت المثالب وركزت على القيم والمثل العليا بوجدان العاشق الولهان المتيم بتراب بلاده محفزاً على ضرورة المواجهة والعمل على
د. البراء صفوان الاستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر _مصر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعد الأخلاق في أية أمة صمام أمانها الذي تستمد منه البناء، وحائط صدِّها الذي ترتكن إليه إن داهمها خطر الأعداء، ولله در شوقي القائل: فإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا فالأدب المؤسَّسُ على الأخلاق ركيزة في بناء الأمم؛ والأدباء قادرون على تشكيل الوجدان الجمعي للمجتمع، فلكلماتهم وقعُها وأثرُها في البناء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ من البيانِ سحرًا، وإنَّ من الشِّعرِ حِكمةً”، فهذا حكم نقدي للنبي – صلى الله عليه وسلم – يعلي شأن الأدب المبني على القيم والأخلاق. وأجلُّ مقام
صدرت مؤخرا المجموعة القصصية (صلة رحم) للإعلامية الكبيرة حكمت الشربيني. عضو مجلس أمناء مؤسسة الكَرْمة للتنمية الثقافية والاجتماعية، عن دار شعلة للإبداع. يضم الكتاب خلاصة مشاعر ونماذج من الحياة الواقعية التي عاشتها المؤلفة في بلاد الريف مسقط رأسها وكذلك في بلاد الحضر مكان عملها بالإذاعة المصرية كمقدمة لاشهر برنامج إذاعي يهتم بالشعر ، وكان بعنوان (شعر وموسيقى).
هند الزيادي أختتم هذه السنة برواية لا تشبه الروايات. شنڨرارا… رواية ظلمها الناشر وظلمتها الجغرافيا وحرم منها القارئ التونسي بما أنه لم يسعه أن يطّلع عليها ،فقد نُشرت في دولة الإمارات، ولم تلق حظها من العرض في معارضنا التونسية بحكم محدودية النسخ التي كانت تشحن. الكاتبة هي راضية الشهايبي ابنة القيروان وتاريخها الصوفي، إحدى أهم شاعرات تونس ومؤسسة لعديد التظاهرات الشعرية التي حققت إشعاعا محليا وعربيا وترجمت الكثير من قصائدها إلى لغات أخرى. قدمت إلى الرواية إذن من عالم مضمّخ بالشعر. وهذه هي عملها الروائي الأول الذي ظلّ يختمر ويتعتق في مخبرها السردي لسنوات تقارب الثمانية. وقد شكلت
هدوء وسكينة تعمّ المكان ، يتخلله موسيقى اللحن الخالد. المكان: #مقبرة #الخالدين الزمان: الساعة حسب ضوء القمر تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل في مدخل المقبرة وعلى اليمين ، يعترضك موزع الهاتف، و على اليسار موزّع المهام…يحيط المقبرة سياج متكوّن من أشجار العرعار والسرول، تفصل صفوف القبور أشجار الزيتون والتين والنخيل… رنّ الهاتف رنين الروح، رفع موزع الهاتف السماعة بلطف: –هنا مقبرة الخالدين ، تفضل…كيف أخدمك؟ –لي صديق وفاه الأجل، حرت أين أواري جسده… –هنا…لا ينفع مولود ولده، و لا صاحب ماله وجاه و لا نسب… تنهّد بعمق ثمّ أردف قائلاً: –لا تفكّر كثيرا ولا تكترث…حين يلج هذا الباب،
أَعِي مَا أَقُولُ وَ لَيْسَ بِوِسْعِي احْتِرَام الجِرَاحِ وَ لاَ فَيْضَ دَمْعِي الذّي لاَ يَزُولُ أَعِي مَا أَقُولُ * * * جِرَاحِي تَفِيضُ عَلَى شُرْفَةٍ مِنْ ذُهُولٍ وَ صَدْرِي يُغَادِرُنِي نَحْوَ جَمْرِ الثَّنَايَا فَأَسْأَلُ عَنْ لَوْنِ عَاشِقَةٍ لاَ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَرَارَةِ وَجْهِي وَ طَعْمِ النَّشِيج وَ أَمْتَدُّ مِنْ صَرْخَةٍ فِي السُّؤَالِ إِلَى رَعْشَةٍ مِنْ مَرَايَا الضَّيَاعِ لَعَلِّي أُرَاوِدُ حُلْمًا سَيَأْتِي لَعَلِّي أَرَى سِنْدِيَانًا تَعَرَّى مِنَ الوَقْتِ أَوْ لَحْظَةً لَمْ يَنَلْهَا الأُفُولُ فَأَمْضِي وَ بِي رَغْبَة في الأَمَانِي لَعَلِّي أُلاَمِسُ عِشْقًا يَطُولُ أَعِي مَا أَقُولُ *** أُؤَثِّثُ صَمْتِي نَشِيدًا وَ قَلْبِي المُوَزَّعُ مِثْلَ الثَّنَايَا على أَلْفِ عَاشِقَةٍ أَسْتَعِيدُ إِلَيْهِ