

جود الفويرس أنت لا تستطيع أن تحاسب أحدهم على عذرِه التّافهِ حين يقول لك: “نسيت!”. لك أن تغلي حنقًا لابتسامته البلهاء وهو يضيّق عينيه طلبًا في أن تعذره وحسب، لقد نسيَ ذاك الملعون، ومُحيَ من ذاكرته ما تُعوّل عليه أن يتذكّره من أجلك، صدقنِي؛ لن تستطيع أن تفعل شيئًا؛ لأنَّ الذاكرة نسبيّة تنسى ما تشاء وتَذكرُ ما تشاء. الكلّ ينسى هذه الأيّام، الكبير، الصّغير، ذاكرة الهاتِف، القلب يسهى عن الصّفح، حتّى العقل ينسى أن يكون حكيمًا مرّات! أنت تنسى أيضًا وهذه حقيقة تعرفها؛ لكنّك لن تقبل أن ينسوك. كلِّ اللوم يسقط عند التّفوه بهذه الجملة السحريّة، جرّب أن

نور الدين محمد سعد الورفلي لست من ذوي الحميمية الدقيقة في المواعيد، ولست من راصدي الوقت، كل الذي أذكره أنني ذات مساء لا أذكر ميعاده في مدينة ريمني*، أظنه صباحاً، كنت أبحث عن أثر لـ فيديريكو فيليني**، ولا أدري إن كانت جوليا بطرس هي التي تدندن في مسامعي أم جانّا نانيني، ربما كانت الأغنية “Bello e impossibile”، لا أدري بالضبط، وكنت أسير بخيلاء مخرجا مجالدا اعتاد أن يكتب سيناريوهاته في دماغه، ويحرك ممثليه الذين لم ير منهم سوى طفل واحد في فيلم يتيم، بعلامات كيفما توافق عقله، فيما مساعدوه يبادلونه ذات الجنون، واقع الحال أن عقلي كان في

نيفين الهوني يوسف رزوقة الشاعر و الناقد و الكاتب التونسي الذي تنوعت كتاباته بين النقد، الشعر، القصّة وللأطفال واليافعين الذي تحدثنا عنه العدد الماضي والذي لم تكفنا المساحة لكتابة كل سيرته وبعضا من إبداعه وما ورد على لسانه من تصريحات في حوارات أجريت معه ها نحن نكمل معه المسيرة ونبدأ من حيث كتب عن الشعر في حوار معه في مجلة لها حيث قال : (لم يعد الشعر، للأسف، ديوان العرب، لأسباب عدّة مستجدة، لكنه مع ذلك، ما زال قائم الخصوصية والفاعلية والجدوى، وأرى أنّ الذي لا يحترم الشّعر وأهله، ستخونه نفسه أوّلاً وزوجته ثانياً والآخرون! ذلك أنّ الشّعر،

قصة قصيرة / عبد الكريم الساعدي أسراب الإوز، وطيور الخضيري والحذاف الشتوي ودجاج الماء الأسود والنحام الوردي تضرب سطح الماء برجليها فرحة؛ فتحطّ. لوحة رسمتها الطبيعة بأبهى الألوان على جدائل مويجات الهور، تؤطّرها نقوش سومرية، مفعمة ببهاء النخل وزهو القصب والبردي ورائحة الطين. كان ضمد مسكوناً بالعشق لهذا المشهد، ينتظر كلّ سنة عودة الطيور المهاجرة؛ كي تمنحه رسائل شوق وبعض الدفء، يمتَح ماءً من جذور الشوك والعاقول، يعتّقه أنفاسَ حلم، ظلّ مشدوداً إليه بلهفة الولهان. كان الهور يمنح ضمداً سحر الطلاسم والأساطير، يبشّر بغيابه، بينما هو يلوذ بالصبر مذ أتى مملكة الوجع؛ يحلم أن يكون طيراً فحسب؛ بيد أنّه

شعر / عمر عبد الدائم : طرابلس قِيلَ حربٌ.. فقلتُ مَن للثكالىحين يطرقُ القلبَ طيفٌ و صوتُ حين يحبِسُ الحُرُّ دمعةَ ذُلٍّحين يسأل الطفلُ أين المَبيتُ كيف أنجو والحربُ بيني و بينيأين أمضي والقلبُ مني شتيتُ في بلادٍ أحبّها فلماذاتزدريني، والحب فيها مَقِيتُ؟ أنت ضِدّي إن لم تكن في صفوفيوعدويِّ إن لم تَرَ ما رأيتُ وجبانٌ إذا صمتتَّ ، جبانٌو خؤونٌ إن لم تَعِ ما عَنَيْتُ لا اعتدالٌ في منهجي وطريقيلا حِيادٌ في مَنطِقي أو سُكوتُ أنتَ حَيٌّ.. وذلك الذنبُ يكفيفي بِلادٍ بها الأماني تموتُ قيل حربٌ، قلتُ الدماءُ مِدادٌيا ضحايا ، فلتكتبي ما نسِيتُ قيلَ حربٌ ،

شعر :: المهدي الحمروني :: ودان الجفرة امنحيني حديثًا لظفائرك على ناصية القمر الزاهي بصدغ الاكتمال ربما أغفو على نهدك بقصيدي العابدحين أُسلّمُ بأن لا تاريخ للنساء قبلكرُدّيني لسمرٍ قديمٍ آمنٍ إلى السّحَر الناسكلعل نقاء الرمال يعود وتصفو المساءاتُ إلى عهدها قبل نفير الحروبأرى في ظفيرتك انشقاق الأرض عن أول النخلتشرقين كفوح الطين في بواكر الصبحتتأودين كتشكل الفخار في هدأة النارتسفرين كمبتدأ الزيتون عقب الطوفانتضوعين كمنابت العشب في هطول المطر العاشقلأن قوامك هو التكوين الأزلي لتضاريس الكوكب على نحرك شقت الملائكة فيض سر الأنوثة وختمت موضع الدهشة في ذمة الافتتان ولأنك كآلهةٍ موكلة بإلهام الشعراء بحقيقة الخالق امنحيني مايُرتّب صلاة هويتي بزوايا مختلفةٍ من لوحتهاكل إطلالةٍ لك تليق بالعظمةلهذا كان جديرٌ بكِ المنأى عن الوصل ظَلّي راهبةً

محمد مسعود / سبها صعد على مهل درجات خمس ، قبل أن يجد نفسه على ركح المسرح الفسيح ، المحاط بجمهور شديد الاكتظاظ ، هائمون ، تتمايل أيديهم ذات اليمين وذات الشمال تناغماً مع معزوفة حزينة تصدح بالشجن وهم يرددون ذات القطعة التي صار يُعرف بها . ستون ونيف من المقاطع الموسيقية كانت جل حصاده ، وكان يتغنى بها على الركح بذلك المسرح الفسيح ، وما أفلحت لتقله لمصاف المغنين ولا العازفين البارعين ، وحدها تلك التي كان أسماها (مقطوعة أحبك) يحفظها الجمهور عن ظهر غيب ، حتى إنهم بكثير من الفواصل كانوا بارعين أكثر منه وهم يهيمون

محمد عثمونة كانت جدّتْ ابيه لجدّه البعيد . تَحَّمل مُسمّى غُرمْ . وهو مُسمّى مشبّع ومثقل بمضامين الخَسارة . فقد جاء هذا مصداق . لما تقول به البادية في اعّراف قبائلها والكثيرون . بان ليس الذكر كالأنثى . ولهذا نجدهم احينا . يتخذون اسماء كهذه للبعض من اناتهم . ربما تحت وطئت وثقل الظرف الذي يمرون به حين ولادتها . وهذا المُسمى يأتي مستبطنا بوجه من الوجوه . لرفضهم لهذا القادم الجديد . لقد كانت هذه الغُرمْ سبيّة وغنيمة . لهذا الجدّ الذى اسّتهللنا به هذه السطور . لقد فاز بها في احد الغزوات . التي

يوسف رزوقة الشاعر و الناقد و الكاتب التونسي الذي تنوعت كتاباته بين النقد، الشعر، القصّة وللأطفال واليافعين الذي تحدثنا عنه العدد الماضي والذي لم تكفنا المساحة لكتابة كل سيرته وبعضا من إبداعه وما ورد على لسانه من تصريحات في حوارات أجريت معه ها نحن نكمل معه المسيرة ونبدأ من حيث كتب عن الشعر في حوار معه في مجلة لها حيث قال : (لم يعد الشعر، للأسف، ديوان العرب، لأسباب عدّة مستجدة، لكنه مع ذلك، ما زال قائم الخصوصية والفاعلية والجدوى، وأرى أنّ الذي لا يحترم الشّعر وأهله، ستخونه نفسه أوّلاً وزوجته ثانياً والآخرون! ذلك أنّ الشّعر، ليس فقط

صباح الشاعري / فسانيا – درنة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب قام فريق إحسان للثقافة والتنمية بإطلاق مبادرة شاركني كتابك في دورته الأولى بمشاركة العديد من الشخصيات الإعلامية والمثقفة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة عمر المختار وأعضاء مكتبة الملك إدريس وجاءت المبادرة لفتح الفرصة للقراء لتبادل الكتب والتعرف على الكتب االتي تمت قراءتها وتم خلال المبادرة تنظيم جلسة حوارية حول المبادرة تم خلالها الحديث عن بعض الكتب التي تم الاطلاع عليها وذلك لمشاركة القُراء بكتبهم وتبادل الكتب والمعارف بين الحضور والضيوف وأعضاء الفريق. وصرحت سمية الفرجاني رئيسة فريق إحسان للثقافة والتنمية أن المباردة تعتبر الأولى لهذا العام والذي يسعى الفريق

نيفين الهوني شاعر وقاص وناقد تونسي من مواليد 1968 بمدينة توزر عضو اتحاد الكتاب التونسيين ورئيس جمعية ملتقى الفنون بالجريد وكاتب عام مساعد لجمعية المهرجان الدولي للشعر بتوزر لديه ستة عشر كتابا مطبوعا :منهن 9 دواوين شعرية من قصيدة البيت: وهن ( مشكاة الروح 2010 – طائر النار – يا حامل الحرف – في رحاب المصطفى – النشيد والطوفان – هذا الجريد – زهرة الأكوان – فيوضات نبوية 2016 – قلبي النور 2018 ) وأيضا ديوانين للأطفال : بعنوان ( مواويل للأشبال والوطن )و (أغاريد للأجيال 2017 ) و مجموعتان قصصيتان : ( حديث عجاب 2011 )- و(مذكرات

قصة قصيرة / المهدي جاتو ـــــــــــــــــــــــــــــ في كل يوم ، يحمل حقيبته ويتجه إلى المدرسة ، المدرسة ليست بعيدة لكن العلوم التي يدرسها هي البعيدة ، كان يشاهد نفس الوجوه ، في البيت ، في الشارع ، وفي المدرسة ، حتى أيام الأسبوع كانت تتكرر والجدول الدراسي ، وسياط الجلاد أيضا تتكرر ، فما يبدأه الأب في البيت يكمله المعلم في الفصل ، بسبب أو بدون سبب ، والغريب في الأمر يبدو كل شيء طبيعي لكنه ليس طبيعياً ! للسياط على جسده الطري صوت ، لكن العين لا تذرف بالدمع ، فالعار كل العار أن يُفْتحُ الفم ، أن

للقاص عمر بن ناصر حبيب في قاع الرمال دفنوه .. وانتشروا في البيداء الهادرة، يقيمون الولائم فرحين ..وبينما كان ينصب فخاخه للطيور البرية، بالقرب من رقعة مليئة بأكوام القمامة، يحيطها بقايا من ( الملخ ) المتناثرة؛ ظلت عيناه مشدوهتين تراقب مشهداً آخر، وراء الكثبان الرملية الموحشة، بدت ألوانه وظلاله ترتجف رقصاً وزهواً ! نساء يجلسن على مفارش من نطوع، وقد جعلن من دغل النخيل الأخضر، والأحراش الباهتة التي تطوق ( دنادنها ) خباءً ساترًا وارف الظل، ناعمًا كُسّرِت فيه حواف السعف المذببة، تتدلى من حزم جذوعها قِرَبُ الماء البارد .. وبين فينة وأخرى، تتقابل منهن امرأتان؛ واحدة تمسك

شعر :: فوزي الشلوي ربّما .. لأنَ الحرب تجعلنا .. نتشتتُ .. ونَضيعُ .. ونتعثّرْ رُبَما .. لأنّ الموتَ يجعلنا .. نُدركُ .. ونُحسُّ .. ونَرى .. ونُبصرْ فأنا .. كلّما ضجّتْ السّماءُ بالرصاص .. أحبُّكِ أكثرْ وكلّما زادَ صوتُ الطُّغاة .. أعشقُكِ .. فوق ما أتصوّرْ وكلّما زادتْ ضلالاتي .. أراكِ الطريق .. والمنفذَ .. والمَعبَرْ وكلّما حاولتُ .. أن أُفسِّر حُبّكِ .. لا يُفسّرْ امرأةٌ أنتِ .. بحجمِ الأوطانِ .. بحجمِ العواصِف .. حين تُعربدُ .. وتُزمجِرْ تكتُبنِي قَصِيدَةً فِي ليلِ عينيها .. حرفاً .. لا يسقطُ .. ولا يتكسّرْ تجعلُني .. مثل النبيذ المُعتّقِ ..

راضية موسى أعلن مركز الطب الميداني والدعم على انتشال( 4) جثث مجهولة الهوية من منطقة وادي الحي الواقعة بين العزيزية وبئر الغنم، وقال المركز بصفحته في “فيسبوك”، إن الفريق قام بتسليم الجثث إلى دار الرحمة بمستشفى طرابلس المركزي، مبينا أنه تم التنسيق مع الهلال الأحمر الليبي لمعرفة هويات الجثث عبر مكتب البحث عن المفقودين التابع للهلال الأحمر.

ميثاق كريم الركابي كان هو الحبيب كانت هي ما بعد الحب والصديق الأخت ، الملاذ ، وكل شيء قريب روحي زهرة بين شمسيهما ولدت وحيث مالا…تميل أصغي لطين حديثهما بروح الإله للصليب ثرية بهمافقيرة دون الصديقة والحبيب ولأني ذهبت بعيدا بالهيام تركت على شرفتيهما كل الحمام نثرت الثقة على بساتين الوقت وحسبت أن الأمان يكفي لعمرين بينهما ولا يقرع طبوله الشيطان مر فصل…تغيرت أرض تغيرت سماء وأنا الساذجة أحملهما مع سجادة صلاتي كدعاء ربابة يطربني وترها أغيض بها كل الحان أصفهان فوق برج الوطن تركت حكاياتي، أحلامي، عصافير غدي بين كفيهما قلت لنفسي:لا تخشِ..ما هما..إلا..أنافبوسعي أن اتركهما معا وليس على المسافر حرج إن كان قلبه بالوطن..!!وبقيت على سفر وبقيا…على غدر أشتري لهما هدايا و سوسن ينسجان لي عتمة كانها الكفن قتلا زمني، قصيدتي قتلا حتى إسمي الشعر يبكيالماء يبكيالقصب يبكيفسبعة

صافيناز المحجوب / درنة قال يونس الصدفي :ما رأيت أعقل من الشافعي ، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة . فأين نحن اليوم من هذه المواقف التي تدل على صفاء النفوس ورجاحة العقل ورحابة الصدر صديقتي وأختها في نفس الجامعة لاحظت أنه كلما مرت إحداهما على الأخرى اتخذت كلا منهما طريقا أخرى، الأولى تؤيد الجيش والأخرى لا، فكان الخصام بينهما ابتداء من المنزل تأكل كل منهما في صحن منفصل وفي الجامعة يمتد الشقاق بينهما للدرجة التي لا تحدّث إحداهما الأخرى

محمد مسعود جنوبنا الحزين تتصدع بالأثناء أركانه ، وهاجرت طيور قلاعه وطفق ينعق فيها البوم فالقلعة الفندق ، الغني بالفكر والإبداع أوصدت المسارب المؤدية أليه ، بل وحتى صلّخت جدرانه وصار كحائط المبكى يلفح العابرين بصرخات وعويل ، فقد غادرت كواكبه وصار كل يسبح في مجرة ، غادره الشاعر السوري (علي الدادة) انتحاراً وغادره (المهدي التمامي) وكذلك (الشعشاع) بحتاً عن هواء نظيف لرئتيهما ، وكثر كأمثالى لايزالون يطوفون عليه كنوع من الوفاء الغبي ربما ، والذي لا يسمن من جوع ، تنكر (مفتاح غانم) له واعطاه بالظهر وترجل ، وهاهو الشاعر (محمد الدلنسي) هو الاخر يترجل بعدما أضناه الوجع

سليمة محمد بن حمادي هَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ يُقْبِلُ عَلَيْنَا ببشائره التي عهدناها ، بنسيم هواه ورائحة عشياته في شارعنا القديم بمنازله المتراصه والتي يلفها الحب والألفة ،بصوت الأذان من بعض المآذن المجاورة لحيّنا والذي يختلس مسامعنا عنوة متحديآ صوت أذان مسجد حارتنا..(رائحة النعناع و الكسبر )يسترسل بنا شذاه إلى عبق المعدنوس وينتهي بنا عند عتبة (شربة رمضان اللذيذة) بين مناطق بلادنا الغالية و طقوس تنفيذها كل على على حِدَة بلونه المفضل…يالا سحر تفاصيل نعيشها معآ وكأنها مراسم تعول على استقبال ذلك المبجل بعلاقتنا السامية به والذي تربطنا به ارتباطا مقدسا كأنه يقول للروح انهلي من ذاك االفيض

الشاعر محمد ضباشه غربت بعيد عني حيرني موج ظني فلا قمرها طلع ومن نورها يحرمني لا الهجر ذاته إتقلع ولا كاسها طمني سهران أداوي الشموع تجبر في قلبي قلوع تنسى ليالي الهلع ونهار صدع مني وألقاك على مرسي بقلب لا يآسي والحب لا يغشى يحنو وما تحني يا نبض كلمني إرمي هنا نظرة يمكن أنول بكرة وببركة الطاهرة جرحك ما يؤلمني وانبش في ليل ذكري تلسعني سهام سكرة أرجع مالي قدرة ولا أنسلخ مني