بقلم :: ميلاد منصور الحصادي منذ أيام حلت الذكرى الثلاثون لرحيل الشاعر والكاتب المسرحي (عبد العظيم شلوف ) الذي غادرنا يوم 3/4/1987 بعد معاناة مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 34/عاما لقد رحل عنا مبكرا ومازال فى جعبته الكثير ليقوله …رحل مبكرا وترك فينا جرحاً لم يندمل رغم مرور هذه السنوات . لكنه قبل رحيله ترك لنا تراثا مسرحيا وشعريا ظل محط النقاش والاتفاق والخلاف …لقد تميز عبد العظيم شلوف بعشقه للمسرح منذ أن انطلق فى بداية السبعينات شابا صغيراً لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره بأول نص مسرحي بعنوان (السؤال والحل )وحتى توقف مشواره بمسرحية (النسف) ومسرحية
بقلم :: عبد الرحمن جماعة أمام محل الغذائية.. كان صاحب المحل يتصارع مع مولد الكهرباء.. يجذب الحبل بكل قوته وبكلتا يديه.. واضعاً رجله اليُمنى على ظهر المولد.. كلما قام الرجل بجذب الحبل.. أصدر المولد هديراً خفيفاً ينبئ عن الرفض.. أو لعلها ضحكة استهزاء.. ثم يقوم المولد باسترجاع حبله من جديد.. كان الاثنان وكأنهما يلعبان لعبة (كرِّ الحبل).. العرق يتصبب من وجه الرجل البائس الغاضب.. عيناه تقدحان الشرر كولاعة فرغ منها الغاز ولم يبقَ لها إلا تلك الشرارة.. أو لعلها الشرارة الأخيرة التي تسبق الانطفاء. يعضُّ بأضراس العقل على طرف ثوبه العربي. الشمس الحارقة تصهد ظهره نصف العاري.. وبعضاً
بقلم :: عبد الرحمن جماعة المواطن في بلدي ليس رخيصاً، لأنَّ الشيء الرخيص مهما رخص فإنه ذو ثمن، أما المواطن فإنه لا يُقدر بثمن ليس لأنه غالٍ، ولا لأنه رخيص، بل لأنه لا قيمة له أصلاً. فالمواطن بالنسبة للمسؤول يقف ناحية بياض العين، أو هو الجار الثامن، أو لعله ابن ضرته. فتّكم بالكلام.. قبل ذلك علينا أن نسأل أنفسنا: من هو المواطن ؟ أليس المسؤول نفسه مواطناً؟ والمليشاوي هو أيضاً مواطن، وجميع المتصارعين على السلطة هم أيضاً مواطنون، والإعلاميون المزمرون و المزمزكون للمتصارعين هم أيضاً مواطنون؟! أليس عامة الناس وجمهورهم وسوادهم هم المشجعون والمصفقون للمتصارعين على السلطة، وهم
بقلم :: عبد القادر الزروق فهذه البلدة بها سكان أشتهروا بالكرم و الشجاعة و الحكمة و ذيوع الصيت الحسن و تشعب العلاقات و قوتها و صلابة المواقف و صدقها و كسبت ثقة الآخرين من المحيطين بها ولكن رغم هذا لم تتقدم الصفوف لتتبوأ المكان الذي أرادها لها الجميع . لقد عول الجميع عليها بأن تكون المنقذ لما سلف ذكره من صفات و ميزات ولكنها في كل مرة لا تتصرف حسب المتوقع و لا أدري لماذا؟. بها الكثير من العلماء و الحكماء و المثقفين و الأدباء و المؤرخين و الشعراء و الكُتّاب و المبدعين و المفكرين و المحللين و
بقلم :: محمد أبوعجيلة بعد التحية من ذلك الحي الواقع في منتصف المدينة الذي لا يبعد كثيرًا عن معبد ( زيوس ) ومنطقة (رأس التراب) في الضفة الأخرى ، حيث يسكن الصامتون بيوتهم , يراقبون السماء والطرقات , يفسرون حفيف الأشجار وخرير مياه الصرف الصحي ويرسمون مطبات في عقولهم حتى لا تأتي فكرة مسرعة تعبر مخيلتهم. فبينما انا أحاول أن استجمع ما يدور حولي أستمع إلى أبن شارعنا المجهول يغني (شيله يا تيار) ،وهنا لا أوثق لكم اللحظة بقدر ما أصف لكم حالة شارع وادي العيش المنتقم من الآخر حتى في طريقة غنائهم ، فالوقت كان غروب إلا
بقلم :: عبد الرزاق الداهش ما يجري في الجنوب لا علاقة له بتحرير الجنوب، ولا بتأمينه. المعركة سياسية بامتياز، لكسب أرض أوسع من أجل أوراق تفاوضية أفضل أمام عالم بات هو اللاعب الأساسي في الراهن الليبي، يعني منطق أنا أسيطر إذن أنا موجود. الجنوب يحتاج إلى تحسين الشروط الإنسانية للحياة، يحتاج إلى إيقاف حالة التردي الأمني، يحتاج إلى تلطيف منظومة الشأن العام. المواطن البسيط الذي لم يجد لا اسطوانة غاز، ولا جالون بنزين، ولا علبة حليب بيب لاك ولا أدوية ضغط الدم، ولا حتى مياه صالحة للشراب، هو من يدفع فاتورة هذه المعارك من لحمه الحي، وراحة باله.
بقلم :: محمد بعيو يعرف الليبيون عنواناً وحيداً لأموالهم هو مصرف لـــيـبـيـــا المركزي، لأنه خزنتهم التي تستودع مبيعات النفط، والودائع النقدية والنقود الورقية والعينية، وتحفظ مدخلات واحتياطيات العملات الصعبة، وتُصدر وتطبع وتوزع عملتهم المحلية، وهذا بالطبع دور وواجب ومسؤولية المصرف المركزي وفق القانون والأصول، لا يُشكر إذا قام به ويُلام إذا قصّر فيه، والمصرف هنا وبهذا المفهوم والواقع أقرب إلى أن يكون جهازاً خدمياً، أو هيئة نفع عام منه إلى أن يكون مؤسسة إنتاجٍ للثروة، أو استثمار للأموال أو تنمية مباشرة للدخل الوطني، خاصةً مع اضطراب البلاد وانكماش الاقتصاد وسيطرة الفساد. لكن الليبيين لا يعرفون حقائق وأوضاع الصندوق
بقلم :: صلاح إبراهيم سأكتفي بالمشاهدة فقط ولن أضع نقطة حبر على ورقة.. أتعبني الحزن لم أعد أكتب إلا عن الأزمات عشتها وعايشتها بداية بالأمن والأمان مرورا بالصراعات المسلحة عارجاً على السيولة ذارفاً دموعي على الدولار!!! أعطني غطائي واتركني وشأني. فأنتم قوم لاتجيدون القراءة ولا تتعلمون من التجارب.. أنتم تستهينون بالعلم والقراءة .. أنتم تعشقون المناصب و المال… أنتم تمتهنون القتل والحرابة.. أنتم….. من أنتم؟ سأمتطي مراكب الهجرة وسأخترق البحار حتى أصل إلى تلك الأراضي الباردة حيث الاحترام والإنسانية .. هناك لايدهب مجهودي هباء، سأنزف حتى الموت، أرقص فوق الأوراق وأخط الأسماء على الصحف، سأكتب عن الإنجازات سأكتب حروف
بقلم :: فاطمة غندور أنا عبد الله الزروق غندور، كنتُ صبيا لم أتجاوز الثالثة عشر من عمري أربعينيات القرن الماضي في واحتي براك باقليم فزان بليبيا، انهيتُ دراستي المقررة بالمدرسة الايطالية – العربية إذ تلقينا مع مواد اللغة الايطالية علوماً ورياضيات ، مادتي اللغة العربية والتربية الاسلامية على يدي معلمينا محمد بن زيتون(*)، ومصطفى الاسطى(**) وقد جاءا من طرابلس لواحتنا براك المركز الاداري للأقليم وقتها، والتي حج إليها طلبا للعلم ومحو الامية تلاميذ وتلميذات واحات مجاورة ، أتذكر صويحباتنا التلميذات ينزلن من سيارة عجيبة خُصصت لأحضارهن، تلميذات واحة أدري يلتقين عند مدخل مدرستنا مع بنات واحتنا وصفنا :
بقلم :: عمر الطاهر المقدمة : من كان يستطيع ان يكتب فصول هذه الرواية الحزينة ؟ اي عقل كان يمكن ان يتصور هذا الحال الأدهى من الخيال ؟ في اعتقادي ، حتى العّرافين و العرافات و قارئي الفنجان لم و لن تسعفهم شياطينهم في استقراء هذا المآل . هذا الشطط لم يكن يتبادر الى ذهن اكبر المداهنين سياسيا من اْبواق الشاشات الشداد . لا نبكي ليبيا انها كانت تكتظ بصروحٍ ممردة من قوارير او انها ارم ذات العماد . و لكن لم تكن سدوم و لا كانت عاموراء . و كأنها اليوم قلب سافلها عاليها ، و قلبت
بقلم :: علي ضوء الشريف من المفارقات أن نرى سبتمبر يعود من جديد ؛ وفي اطار المصالحة بين من اتفقوا عليه في السابق ، ولكنه كما يقولون ؛ هو الوطن . هذا الخروج للفريق كنه أثار لغطاً كثيرا بين مختلف المشارب السياسية ، وأبرزها التيار الذي ينتمي إليه ، والذي ( أي تيار سبتمبر ) اعتبر في جزئه أن هذه المبادرة ما هي إلا نكوص عن المبادئ ، بينما رآها الجزء الآخر أنها رؤية وطنية حكيمة فرضتها ظروف الواقع والحدث ، وبين البينين انقسام جديد قديم لهذا التيار ، فنضرة التعامل المستقبلي مع فبراير تعكس حالة من التباين
بقلم :: سالم البرغوثي سؤال وجدت صعوبة كبيرة في طرحه على الكثير من الذين يجوبون أروقة السياسة ويحترفون الكتابة ويدمنون التحليل.هل ثمة سلطة حقيقية في البلاد ؟ تصدر القرارات وتنفذها وتقبض على المجرمين وتحاكم المتجاوزين وتضبط المنحرفين وترتبط مع العالم بعﻻقات إقتصادية متكافئة وإتفاقات دولية . الدفع بأن حكومة الوفاق تستند للشرعية الدولية ﻻ يكفي ﻻن تكون حكومة مشرعنة بالداخل .فالمجتمع الدولي أعطى السراج ورقة بيضاء وصك بﻻ رصيد وفرقاطه للوصول اﻻمن إلى شواطيء طرابلس ثم تركه يواجه مصيره في الداخل الليبي المليء بمتنفذين استخدموا شرعيته إيطارا للولوج إلى اختام وتواقيع السلطة . السراج ﻻ يستطيع إقالة مدير شركة
بقلم :: عبد الرحمن جماعة يقول سفيان الثوري: “كانت لنا هرة لا تكشف القدور، فلما ولدت كشفت القدور”. أنا شخصياً لم أتعلم الكذب إلا حين تزوجت، لا يعني هذا أنني لم أكن أكذب قبلها، لكنني حين تزوجت احترفت الكذب، فلا أدخل بيتي إلا وجيوبي معبأة بعشرات الأكاذيب.. خطر ذلك ببالي حين كنا في سيرة صديق مناضل، كافح وناضل وغامر، خاض المعارك وواجه الرصاص، وتحدى كل الصعاب.. ثم ختم حياته برشوة؛ (شقة خارج البلاد)!. في علم الإدارة لا يُمكنك أن تُفكر في العقوبة بمعزل عن الحافز.. قبل أن يسنَّ أحدُ الحكام قانوناً يقضي بإعدام الشرطي المرتشي، رفع مرتب الشرطي
بقلم :: محمد عمر بعيو باعتراف السيد [رمـزي الآغـا]، المسؤول بالمصرف المركزي البيضاء، أن حكومةعبدالله الثني تشتري الدولار من السوق السوداء بالصكوك المصدقة وبأي سعر، لتمويل نفقاتها الخارجية، عرف الليبيون أحد الأسباب الرئيسية لحالة الجنون التي أصابت أسعار العملات الصعبة في السوق الموازية أو السوداء. ورغم أن المذيع محمد زيدان، الذي كانت يستضيفه ليلتها في برنامجه ذي الشعبية الكبيرة [ســجــال] بدا مصدوماً من هذا التصريح الصريح، الذي ربما ندم عليه السيد رمزي، وربما تلقّى لوماً وتقريعاً شديدين بسببه من رؤسائه، الذين يسوؤهم هذا الكلام جداً ويسيء إليهم جداً، ويظهرهم أمام الليبيين بمثابة شركاء حقيقيين في جريمة المضاربة، التي
بقلم:: محمد جمعة البلعزي لا غرابة في أن يتبادر للوهلة الأولى إلى ذهن من يقرأ عنوان مقالتي هذه أنني بدأت “أخرّف” بعد أن أصبت من السن نصيبا، لكنني، كما يقولون، أعني ما أقول. فكثيراً ما شاركت في ندوات واجتماعات تركزت أو تناولت ما تعيشه سوريا من حرب ومواجهات دموية امتدت لسبع سنين دونما حل ولا نهاية وشيكة أو قريبة، وكلما أوشكت الحرب على وضع أوزارها، بفضل متدخلين خارجيين للجمع بين أطراف النزاع،تستعيد الحرب سعيرها وبقوة لتحرق ما بقي من بشر وشجر وأرض وتنسف محاولات الحلول المطروحة، لتكمل ما حرقه ودمره ونسفه تنظيم داعش. في كافة أو أغلب تلك
بقلم :: صلاح إبراهيم نموت مصادفةً .. ككلاب الطريق . ونجهل أسماء من يصنعون القرار . نموت … ولسنا نناقش كيف نموت ؟ وأين نموت ؟ فيوماً نموت بسيف اليمين . ويوماً نموت بسيف اليسار .. نموت من القهر حرباً وسلماً .. للوهلة الاولى أعتقدت ان كاتب هده الأبيات مواطن من الجنوب وعندما بحث عنها وتغلغلت فيها وجدتها للشاعر نزار قباني.. تداخلت عليا الأفكار وعدت بذاكرتي للوراء هل هو لايزال على قيد الحياة!!! أم أنه يختبئ في الجنوب.. نموت مصادفةً .. ككلاب الطريق . هذا هو حال سبها تأتيك الموت صدفة لتجد نفسك جثة هامدة مرميه على قارعة
بقلم :: محمد عمر بعيو لـــيـبـيـــا مِن الحد إلى الحد، والمخمصة تطوقها، والضنك يحاصرها، والفقر يداهمها، والفاقة تمتص من أوصالها رحيق الحياة، وأوبئة الأمراض والمخدرات والإرهاب تسلبها آخر ما تبقى فيها من حصون المناعة، والتخريب والتهريب والتجريف والتخريف تكاد تجعلها قاعاً صفصفا .. شعبها يذوي بين مواطن البؤس ومنافي المذلة، رجالها يستذلُّهم شذاذ الآفاق بلا مروءة، ونساؤها يستدرجهن عديمو المروءة إلى مهاوي الفساد بلا شرف، وأطفالها تُلقي بهم كلاب السوق على قارعة الجوع بلا براءة، وشبابها يذهبون حطب حروب النزوات وغزوات المرابين في سوق الدناءات بلا ثمن. لـــيـبـيـــا .. وهذا حالها الظاهر للعيان كشمس حزيران، الواضح لكل ذي
بقلم :: سالم الهمالي عشاق اللعب ومحبي الكرة والملاعب والنوادي الرياضية كُثر، منهم: المهاجمين ممن يعشقون مداعبة الكرة الساحرة وترقيصها وتسجيل الأهداف، والمدافعين الذين يفلحون في صد تلك الهجمات بافتكاك الكرة من الخصوم وردها او تشتيتها الى ابعد نقطة ممكنه، ومن يفلت منهم فقط هو من يجد الحارس وحيدا أمامه، الذي احيانا كثيرة يفلح في التقاط الكرة او نزعها من ارجل المهاجمين. خط الوسط، هو الفارق في اغلب المباريات الكروية، وفيه عقل ومخ اللعبة، فهم من يترصدون المهاجمين، وبمواجهة متعددة الحيل والمواهب يحصلون على الساحرة، وبتخطيط بارع يبدؤون النقلات الهجومية من الخلف، تتقدم شيئا فشيئا حتى تصبح الكرة
بقلم :: عبد الرزاق الداهش في كل مرة يتكرر المشهد التراجيدي ذاته، ويلدغ البؤساء من نفس البحر أكثر من مرتين . في برزخ كارثي بين جغرافيا الألم، وجغرافيا الأمل . وجبات من آلاف الموتى الأفارقة، تتفرق أرواحهم بين قبائل الضمير الدولي المصاب بالسكتة الأخلاقية، ليغرق تيتانكهم المتهالك في سرداب النسيان . فهل نعلق آلاف النعوش العائمة،ممن تكسرت بهم أحلامهم ،ومجاديفهم بين صمتين، وصمت، على رقبة المجهول ؟ هل نكتفي بتجريم باعة الموت (بالقطاعي)، ونلبسهم وحدهم هذه الجريمة الجنائية، والإنسانية، والأخلاقية، دون أن ننتبه أن هناك تجار للموت بالجملة ؟ الأفارقة الذين يقطعون تذاكر سفر بلا عود إلى الموت،
بقلم :: سالم الهمالي المسافة لا تتجاوز الثلاثين كيلومتر،لا يستغرق زمن قطعها العشرين دقيقة، تزيد او تنقص شيئا قليلا، كنا اطفال صغار، ننتظر الرحلة بشغف وشوق الى زيارة اخوالنا، يستقبلوننا بحفاوة تزداد حرارتها مع كل زيارة. خالي علي ( رحمه الله)، الشيخ والتاجر، يسلم علينا ويتوجه مباشرة الى ثلاجته، يفتح بابها ويُخرج منها ( البيترا سودا)، يفتحها ومعها يقدم لنا اجود انواع البسكويت في متجره. نلعب ونلهو بجانبه، وهو يتجاذب أطراف الحديث مع ضيوفه وزبائنه. سنين ونحن نزورهم كل بضعة اشهر، ولا اذكر مرة ان غابت ( البيترا سودا) عن استقبالنا، فحتى ان نفذت من ثلاجة متجره، كان