عبد الرحمن امنيصير في قاع الليل المظلم، حيث يسكُن الحزن وتتوالى الألام، يسكب المطر أنينه الحزين على عتبات الحياة المعاقة. وسط ذاك الصمت القاتل، تجتمع الأشباح الهائمة حول الجراح العميقة التي تمزق قلوبهم. يفتح اليأس أبواب الروح، فتخرج ريح الأسى تتلوى في المحيط، تداعب وجوهنا المكسورة، تقاوم هذه الروح الهشة وتنبش جراحها المدفونة. تبحر الذكريات كالعصافير الضائعة في أفقٍ مجهول، حيث يستحيل العودة لبداية الحكاية. هناك ينبض زمننا المفقود، فلا رجعة فيه، ولا وعودَ منتظرة. أحرق الشوق مخاطر الدروب وأشباح الماضي تطارد كل خطوة نحو المستقبل. ترسم زخات المطر صورة المشاعر الثائِرة، فتغرق الأرض في بحار الحزن، وتتلوَّن
بدرية الاشهب حنانْك الخاطفٌ يذكرنى بطقولتىِ ، حينما كنتٌ أنامٌ على ركبةِ جدتى وهى تقصٌ حكاية (عيشة بنت الحطاب ) قَسىوتْك تصْلب أبطال الحكايةِ، وتذكرنى بسؤال غَبىِ. كيف استجدى المطرَ مَنْ غيمةٍ. عقيمة…
الجنـود يزرعـون الورود َ في جبهاتي الباعة يفترشون البسمة َ في طرقاتي والفقـراء يرتدون الأزرق. في شوارعي السيارات تطلق أبواقها من بحيرة البجع وسفاراتي تمنح تأشيرة الحلوى. في بريدي كل ّ الطوابع كَنارات وكل الرسائل شجر وعلى حدودي يسألونكم فقط عن حجم الموسيقى التي في حقائبكم. و في بلادي يقول الناس للوزير يا إبن العم الحبيب إسترح قليلا فهنا الزجاج و الحجر جاران حميمان. يا أصدقائي ! إحذروا أن تدوسوا على أحلامي الوردية المكدسة على الطريق فأنا نائم ٌ تحت ظلالها!
وقف شاب طويل القامة مفتول العضلات في منتصف الرصيف .. يحمل بين يديه عدة التنظيف الخاصة بتلميع الزجاج .. قال في نفسه: كان يوماً طويلاً، عندما انتهي من هذا الزجاج، سأحظى بكوب شايٍ من ذلك المقهى أدفئ به أحشائي. ثم رأى العجوز صاحب المحل المقابل يرفع يده مشيراً له بالمجيء وهو يناديه بصوته المبحوح قائلاً: أنت، تعال يا هذا. تقدّم الشاب رافعاً سرواله تجنباً لبركِ المياه نحو العجوز. استقبله العجوز بإبتسامةٍ تكاد تسقطُ عن شفتيهِ المتورمتين وقال: ما اسمك؟ ردّ الشاب: أكرم العجوز: هاكِ يا أكرم. ناولهُ بعض العملات الورقية وقال: امسح هذا الزجاج من الخارج والداخل واحرص
نيفين الهوني كان لقاؤنا صدفة لكنني أكاد أن أجزم بأنها أجمل صدفة على الإطلاق طوال الخمس وثلاثين عام الماضية وسنوات العمل التي تجاوزت العقد من المفاجآت والفواجع والصدف الجميلة والسيئة أردت الاعتذار عن الذهاب وكعادتي في آخر لحظات الكسل والخجل عدلت عن الامر وقررت الذهاب لا بل المشاركة في مؤتمر لدعم المرأة في الظروف الراهنة للوطن الرهين ، جلست في آخر صف في القاعة وبين الجمهور ، ووظللت أراقب الضيوف المشاركين وحتى الحضورفردا فردا ، وبين الحضور جالسا هناك رأيته في أقصى كرسي على يساري وجوده غريب هيئته عادية ويبدو أنه لا يستوعب ما يقوله المشاركين فلا تعابير
عقدت وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية “مبروكة توغي” اجتماعا مع مخاتير المحلات وضم كلا من الجديد و وسط المدينة وحجارة وحي التحرير ومحلة الثانوية وحي عبدالكافي والقرضة وسكرة والمنشية والمهدية والقاهرة وغدوة والناصرية ببلدية سبها . و من خلال الاجتماع تم التأكيد على مخاتير المحلات بضرورة مشاركتهم الفاعلة في الأنشطة المختلفة داخل المراكز الثقافية الواقعة في نطاق محلاتهم وحثهم على التعاون مع لجنة تسجيل المواقع التراثية والمدن التاريخية لتسجيل والتعريف بموروثهم الثقافي المادي وذلك للحفاظ على هويتهم وثقافتهم وموروثهم الضارب في التاريخ . كما تم خلال الاجتماع مناقشة ملف الانتخابات ودور وزارة الثقافة في التوعية والتثقيف لكل شرائح المجتمع باعتباره ضمن الاختصاصات الموكلة
سالم أبوظهير في عام 1966م ابتدعت الباحثة البلغارية جوليا كريستفا فكرة (التناص) كمصطلح نقدي جديد مشيرة في مقالة لها إلى أنه (في فضاء كل نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص أخرى) (1) دون ان تنسى الإشادة صراحة في نفس المقالة إلى فضل الكاتب والناقد الروسي ميخائيل باختين في اهتدائها لما اهتدت اليه. ومع منتصف سبعينيات القرن الماضي صار التناص مجالاً للبحث في النقد العربي، وإن أختلف النقاد والباحثين في تحديد مفهوم واحدا واضحا ومحدداً متفق عليه لهذا المصطلح الوافد من بلاد الغرب، وذلك فيما يبدو بسبب باختلاف التيارات الفكرية والمدارس النقدية، لكنهم اتفقوا تقريبا على
عليك غير مالك ذنب فللي صار حطيت العدد!! شيلي العدد ع الغارب واخطاك طوحيهن والقطي المسارب واخطاك طوحيبه والقطي المسارب اتباني معا بحر الرمال قوارب خفافك علي وطي الرمال ايسار جيتك ونا ماليان جوي خارب معا كل جيها ضايقة الحبار معا كل جيهة ممتلى لعبار بسبلة خلاك نجيك ريحي شارب من شرق الحياه انجيك ريحي شارب واغياب من يقولوا للضيوف ايسار ناس عندهم في الجود قو مكارب وهل للبشاشة والسلام الحار ووين العقول الحامقة تضارب ضرابت عدوهم بالرصاص اصدار بسبلة حمول امشيبة الغوارب ومقدم البيت ولفوة الخطّار القيت الخلا فيك يتفنن طارب انامل اداعب في خيوط اوتار عزف
قصة قصيرة : علي إسبيق 1 تستمع الطبيبة النفسية لعدة شكوات، تدون مواصفات العشيق، هو نفسه، في كل شكوى تقدم لها، رجل في منتصف الثلاثين، ملتح، يشق الشيب لحيته نصفين، له ابتسامة بيضاء لا تقاوم، متدين.. 2 الشكوى الأولى أنا زوجته، إنه يظهر لي حبه كل مرة، لكنني أجزم بأنه يخونني، لم أعثر على دليل، شعوري لا يخيبني إطلاقا.. 3 الشكوى الثانية واعدني بالزواج، كان يشتكي من إهمال زوجته ومرضها النفسي، لقد أقسم بأنه يشفق عليها ليس إلا، لكني لا أثق به، رغم أني أعشقه.. 4 الشكوى الثالثة أحبه لكنه يصدني في كل مرة، يقضي غرضه مني ثم
طلب منهم تجهيز بعض حاجته من الملابس واخبرهم انه سيغيب بضعة أيام وبصفته ضابطاً وبرتبة كبيرة ذهب بحجة أن لديه طوارئ عمل … بعد غياب حوالي عشرة أيام تسرب خبر زواجه ووصل الي أسرتة .. أُعلن الاحتجاج من باقي الأسرة تضامناً مع والدتهم الطيبة والتي من جانبها لم تعلق ولم تتحدث في الأمر مع احد وذلك لخبرتها في الحياة وتوقعها لما حدث وقد سبق حدوثه من قبل ،كل ذلك كان سبباً في تماسكها وعدم بوحها بما في داخلها .. احتجاج باقي أفراد الأسرة أستدعى حضور خالهم في محاولة للتهدئه والسيطرة على الوضع فهو الوحيد في تلك الظروف الذي
اطلال يوقفن عالاطلال وقوف فيه ٢٠٠ آيـة يا لائمي الشوق طال وني ضويتي في عمايا كوّيت جرح فيّ يطوال وصبِّن امزاني الملايا عين فيّ عالحزن تحتال وعين شوق صورة امنايا تماسكت والدهر زلزال قاصد ايوطّي سمايا الدنيا لها وجه بدّال والايام نكّسن كل راية روّضت ظهر الاهوال عنوانها بـ اسمايا هذا وقت شُح الرجال فقدهم علو كل غاية وين الرفيق الزُّلال اللي يُهتدى بنجم رايه فعّال بالعزم لا قال نبض الوفا بِه تحايا لا بد في كل حال يكون صاحبك لك امرايا في هالسنين الغفال تبديلهن كالهِـواية ويسقمن في الضلال ويضللن في الهداية ضَر الهوى كل ميّال ميزان
وأمي إذا قبّلت إخوتي سوف ترسل لي قبلةً قدر ظنّي وحبراً ودفتر بعينيّ أمي سماءٌ أنا النجم فيها وفي صوتها دفء لحنٍ يزيل الهموم ويُسكر فمن مثل أمي إذا ضاقت الأرض، أنكرتني الوعود وصفوي تكدّر تصلي لأجلي وتدعو بأن يفرش الله دربي حريراً ومرمر. وتبكي إذا العيد جاء ولم يكُ صوتي يطوفُ بشيّالة العيد
كان لقيت بياع العزوم أشريلي عزم منا بي سوم أشريلي جديد …… عزم يكون في وصفة شديد قاسي دوم أمتن م الحديد لا ينهاس لا يجفا النوم حداوي صلب مايلين وعنيد ما ينصاع لا يروم الهموم مهما صار في القسوة يزيد كيف الموج ما يهداش دوم ميكونش رهيف ….. عزم يكون ماهوشي ضعيف نبيه خويل ما يعرف نهيف دوم قوي في الشدة يزوم نبي وادية يزنف في زنيف يقحش كل ما يضايق أعلوم موش بكاي كيف لول خفيف نبيه يكون كي عزم القروم كانك ريت بياع العزوم جيب
“.. المعنى ليس معطي ابتداء، ولا هو صفة إيجابية لكلمة محددة، بالمعنى المعياري، بل هو شبكة من العلاقات التي يتم إنشاؤها في النص (الكلام). كما يتم تحديد “قيمة” (value) المعنى من خلال مسؤولية التلقى (القراءة)، بناء على الأوامر الصادرة من شبكة علاقات النص. بالتالي فان آليات التلقي والقراءة ليست عملية محايدة بريئة او بليدة، ذلك لان الكتابة والقراءة (اوالكلام) من جهة أخرى، هي المعنى الكامن في الذكريات الدلالية للآليات التطورية بالمخ..” “من مساهمتنا (بالانجليزية) بالمؤتمر الدولي 15 للسيميائيات 2022، جامعة مسدونيا، سالونيك اليونان، تقديم عن بعد زووم” ابستمولوجيا علوم الادب بين كلاسيكية النقد الادبي الكلاسيكي واللسانيات الأدبية مفهوم
هناك هنا تجلس طفلة على ربوة بكاء والريح ناي في شعرها الطويل يعزف عزفا متقطعا حزينا الريح الريح رئات السماوات والأرضين هديل، لذة الشبق وعويل، سيمفونيات، وهدير، هناك هنا تنمو النيران المعدّة للفراشات و تصحّي أشباحا وهياكل، لا ضوء في الحديقة فقط رغبات تسيل، القاتم يفيض، أبحث في ممراته عن رفض جميل أواسي به الفتاة لكن الشبة بيني وبين الريح لا يزال قائما، الحلم يرقد تحتي والخوف يعصرني الليل فوقي والضوء شريد، أبحث عن رفض فريد يخنقني هذا الشبه في الوجوه والنصوص لكني لا أبحث عن قصيدة ابحث عن شيء ثمين تذكرت ما أريد لكني سآكل المزيد من
د.عبير خالد يحيي -“شوكولا مو كالعادة ؟!” قالها النادل الوسيم في ذلك المقهى الأنيق الذي اعتدنا اللقاء فيه خطيبي وأنا على فترات تتباعد أحيانًا وتتقارب أخرى تبعًا لظروف سفره… المكان هادئ جدًّا ديكورات المكان، اللوحات الفنية، الموسيقى الناعمة والأضواء الخافتة .. الحركة الصامتة للعاملين في المكان .. كل ذلك يجعل من المكان معقلًا للرومانسية بامتياز … لذلك كان مقصدًا للعاشقين الباحثين عن لحيظات فرح بلقاء كلٍّ بنصفه الجميل، مع أن ( الطلبات ) فيه مرتفعة الثمن نوعًا ما، لكن لقاء النصف الجميل يستحق أن يُبذَل من أجله الغالي … كان يغيظني أمر واحد، ذلك النادل الذي -لهدف ما
مريم الترك لم أكن أتخيل أبدا أنّ زُهرة ذات الثمانية أعوام – في ما قدّرت – سوف تقف على باب بيتي ذاك الصباح البارد، مرتعشة كورقة خريف وهي ترنو إليّ بعينين سوداوين ووجه شاحب: – جيت آخذ كيس الزبالة. لجمتني الدهشة وأنا أتفحّص جسدها الهزيل في فستان أخضر مكرمش، كانت يقظة الحواس تنظر إليّ في ثقة لا تتوافق وعمرها، بدا شعرها الأشعث على وجه متجهّم مسلوب الطفولة، سألتُ: – طيّب وين البابا؟ – راح ع السوق وأرسلتني ماما حتى ما نتأخر عليكن.. كدت أقول، لكنّ كيس القمامة أكبر حجمًا منك، يا له من جنون
مسار الياسري قُلْ مرحبًا هذي المحطة ُ لمْ يزرْها منذُ عشقٍ شاعرٌ ينسلُّ من صدرِ القصيدة يا أيّها المنسلُّ نحو التِيْهِ قفْ فلعلّ شيئاً ما سيعبُرُ من خلالِك فكرة ً أو صورةً أو شارعًا ما مرّ فيه وجومُك الأزليُّ قفْ في كلِّ مفترقٍ وناولْ سُكْرَكَ الهمجيَّ أغنيةً… هناكَ على رصيفِ العمرِ قبّرةٌ تُصفّقُ للصغارِ من العصافيرِ التي وُلِدتْ على دينِ الرصيف و انت تبتكرُ المسافة َ كي تُغنّي سوفَ يقتحمُ القطارُ خيالَ أغنيةٍ يحاولُ أن يقولَ لك انتبِهْ قد ظنَّ أنِّ عليهِ تشتيتَ المواجعِ ثم يمضي دون شكِّ بلْ سيرحلُ مثل آخرِ بائعٍ للشاي لا يدري و لا
وكان أبي يمشّطُ بالأغاني رياحاً قبّلتْ قدميهِ عصرا يداعبها ببسمته، وفيها يرى ما لا يُرى.. سكَناً وشِعرا ويدخلُ كفّهُ فيها كما لو يموسقها.. لترقصَ أو لتبرا تُموّجُ بين لحيتهِ يديها وترفعُ ثوبه الفضفاض شبرا كأنّ الريحَ بنتُ أبي، لهذا عليها مدَّ في الإنصاتِ صبرا تعانقهُ إذا احتاجتْ حناناً وتُعليهِ إذا ما احتاجَ إسرا تواسيهِ إذا اشتدّتْ عليهِ ليالٍ ضُمّختْ وجعاً وذكرى يواريها عن الشمسِ اعتناءً يقلّدها المسا نجماً وبدرا يؤرجحها على النخلاتِ طيراً ويجريها على الأفلاجِ بشرى يعلمها الصلاةَ إذا تمنّتْ ولم تمدد لها الآمالُ جسرا يعلمها النجاةَ إذا عليها تُساقطُ غادياتُ الهمِّ صخرا يعلمها الكتابةَ.. دون حبرٍ
لِأُنـثى لَم تَكَدٍ تحتَلُّ أحداقي وتَسكُنُ في بَياضِ دفاترِي وتُقيمُ هودَجَها على صَفَحَاتِ أوراقي وتُرسلُني بريداً سابِحاً في الشِّعرِ أقرأُ فِتنةَ الكونِ التي نسجَ الإلَهُ خيوطَها وتجلَّى وأسكُبُ من نَدَى كفَّيَّ خمرَ تَبَتُّلِي لأُضيءَ وجهي بالتِماعِ السِّرِّ في مرآتها وأذوبُ في سُهْدِي كَشَمْعَةِ ناسكٍ ما بينَ إخفاقٍ وإشراقِ لِأُنثى لم تَكَدْ تستَلُّني من غيمتي برقاً ..لِتُومِضَني شَفيفاً مثل دمعتِها ومُغتَسِلاً بِرَقْراقي لِأُنثى لم تَكَدْ تَعدو غَزَالَةُ حَرْفِها قُربي فتَحْفِلُ بارتِعاشِ الومضِ في قلبي وتجفلُ من صَدَى دقَّاتِهِ وأنا أرومُ عِناقَ نَرجسِها فترميني بجمرِ تَعَلُّقي وأروحُ مُبتَرِداً بناري واحتراقي تعود إليّ ثُمَّ تقودني بِدَلالِها لِضَلالِها وشِقاقي لِأُنثى لم تَكَدْ..